كنت في أحد المطاعم أتناول وجبة الغداء مع صديق، وكان في الطاولة المجاورة لنا رجل في الستين من عمره يتصفح «المنيو» والغضب بادٍ على محياه، وبعد دقائق، قدم الجرسون الشوربة للزبون، ولكن صاحبنا صرخ في وجهه وطلب منه تغيير الشوربة لأنها باردة، قام الجرسون بأخذ الشوربة دون نقاش، ذهب إلى آخر المطعم وقدمها مرة أخرى دون أن يغيرها، شعرت بأن الجرسون قام بغش الزبون استغلالاً لكبر سنه، فناديته وسألته «ليه سويت هالحركة؟!»، فبيّن لي أن هذا الزبون الستيني يأتي كل يوم ويطلب الطلب نفسه ويشتكي من برودة الشوربة «رغم أنها حارة»، فأنا أمثل أمامه أنني قمت بتغييرها، فيرضى الزبون ويرتاح المطعم من صراخه. فعلاً أعجبتني حكمته، يا ترى كم زبوناً غاضباً في حياتنا يحتاج أن نستخدم معه حكمة الجرسون؟!