لقد قرأت عن دراسة أمريكية أن سوق العمل السعودي يخسر 2.9 مليار ريال في شهر رمضان بسبب تخفيض ساعات العمل وإجازة العيد.. في بادئ الأمر لفتني الرقم ولكن تذكرت أنه في نفس الوقت هناك من يجني الأرباح أيضا في هذا الشهر الكريم مثل شركات المأكولات والمطاعم والمحال التجارية وشركات الإعلانات وذلك بأرقام أضخم من الخسائر المتوقعة في دراستهم.. وإن تمعنا أكثر في الرقم أعلاه، فهو قدر بناء على ساعات العمل وليس على الإنتاجية. فمن الممكن أن ينتج موظف في أربع ساعات ما لا ينتجه آخر في 8 ساعات. من هنا يجب أن يكون التركيز على الإنتاجية، فإن كانت الأغلبية راضية على تقليص ساعات العمل في رمضان فليكن! ولكن المشكلة في الإنتاجية. إلى جانب ال35 % نسبة غياب لموظفي الدولة خلال اليومين الأولين لشهر رمضان المبارك، هناك من يستغل الصوم من أجل التسيب عن أداء المهام الوظيفية. فترى من يقول لك «لم يوقع المدير العقد، أنت عارف: رمضان عاد»! ومن يتهرب من دفع المستحقات «لأن المدير المالي صايم».. ومن يتأخر في إنجاز عمله لأنه صايم ولا يستطيع أن يعمل دون «القهوة والسيجارة».. عداك عن هؤلاء اللي «خلقهم في طرف خشمهم»! فبات البعض يستخدم في هذا الشهر الكريم «تصريح صائم» ليتنصل من واجباته ومهامه، في حين أن ديننا يحثنا على الطيبة والتسامح والمعاملة الحسنة والعمل بجد والالتزام. من هنا ليت تركز هذه الدراسات على استغلال «تصريح صائم» والتكلفة الأخلاقية والمادية لذلك بدل من تكلفة تقليل ساعات العمل وإجازة العيد!. دمتم على استدامة.