سافرت إلى الرياض قاصدا وكالة وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات للمراجعة في معاملة تهم ابني المبتعث لدراسة الطب البشري في هولندا والذي يرغب النقل إلى الصين وكنت أفكر وأنا في طريقي لمبنى البعثات في تلك الإجراءات المعقدة من مكتب لآخر . دخلت مع الباب الرئيسي لمبنى إدارة البعثات قاصداً الأدوار العليا. استوقفني رجل أمن في المدخل وقال لي : يا أخي ممنوع الصعود للأعلى فقلت له أريد مقابلة المسؤول لأشرح له مشكلة ابني. فقال لي: اتجه إلى صالة الاستقبال، وأرشدني إلى مكان فسيح وجميل ومرتب يقع في الدور الأرضي فوجدته فعلا مكاناً مريحاً منظماً. وعندما استفسرت من أحد العاملين ذكر لي بأن جميع رؤساء الأقسام والإدارات المختلفة ينزلون من مكاتبهم إلى هذه المواقع لاستقبال المراجعين والزوار وحل مشكلاتهم المختلفة. لاحظت استقبالا رائعاً من جميع الموظفين للمراجعين . وفي أحد المكاتب في زاوية من زوايا الصالة أعجبني موظف كان المراجعين يدخلون إليه يرحب بهم ويجلس بجوارهم ينصت في اهتمام وتفاعل لمشاكلهم ويعمل على حلها مباشرة وتوجيه بعضها لزملائه، شجعني هذا الرجل بأسلوبه الرائع أن أدخل إليه وأشرح له مشكلة ابني. رحبّ بي وجلست وظل يستمع إلي دون مقاطعة ثم شرح على خطابي بإفادة وافية لحل مشكلتي وعندما خرجت من عنده سألت رجل الأمن ما اسم هذا الموظف فقال لي: هذا وكيل الوزارة لشؤون البعثات د.ناصر الفوزان. فقلت في نفسي: ليس غريباً على رجل بلغ هذا المستوى العلمي والوظيفي ويعامل الناس بهذا الأسلوب الرائع. وفي قسم التخصصات الطبية كان هناك رجل يقف لحل مشكلات المراجعين وهو د. سامرالعقيل الذي ما أن ذكرت الاسم الأول لابني حتى أكمل بنفسه اللقب شعرت عندها أن الرجل يعرف جيدا الطلاب المسؤول عنهم كان دمث الأخلاق يشعرك بالاطمئنان وأنت تتحدث إليه. ولأول مرة أغادر مبنى البعثات وأنا مسرورا جداً ومطمئن أن في وطني نماذج كهذه حتى ولو لم تحل مشكلتي فأنا سعيد بكل ماشاهدت. * والد طالب مبتعث