احترافية أبو وائل

قد يتبادر الى الأذهان ان السيد ابو وائل هو احد رجال الاعمال المعروفين او الرؤساء التنفيذيين المرموقين ، وحسبي أن يكون احد هذه او تلك ،حسب مارأيت وشاهدت الاسبوع الماضي عندما دعاني احد الأصدقاء في احد مطاعم مدينة الرياض لتناول وجبة السحور في هذا الشهر الفضيل .
وعند خروجنا شاهدت شابا سعوديا بالقرب من بوابة المطعم يعرض بضاعته بشكل منظم ،واستوقفني محادثته مع احد الزبائن وأخذني الفضول لاستسراق جزءا من تبادل الحديث وانا اشاهد بضاعته التي لم تتعدى اكياسا لنوع من الحلويات المغلفة بشكل ملفت للنظر ، وعندما أتاني الدور لاستفسر عن نوع وجودة بضاعته ، ليجيبني إجابة شافية عن جودة المنتج وبلد التصدير ، وبغض النظر عن غضب صاحبي وهو ينتظر ويترقب هذا الموقف الا انني اغضبته اكثر عندما استبضعت من السيد ابو وائل ، وكانت المفاجأة عندما وضع ابو وائل ما اشتريته منه في كيس من نوع خمس نجوم ،وأضاف عليها البزنس كارد بتصميمه وهويته الرائعة والمعد بشكل احترافي رائع ومعنون باسم السيد ابو وائل ورقم جواله وبريده الالكتروني، وبعبارة خلفية ( متخصصون في المنتجات البولندية الفاخرة )، وإن كان هذا التصرف من هذا الشاب الذي لم يتجاوز العشرين عاما أثار دهشتي، فموقف صاحبي الغاضب من طول الانتظار تحول الى موقف المندهش وتحول غضبه الى نظرة إعجاب.
اعتقد أن كثيرا من الشباب السعودي الطموح يشابهون السيد ابووائل ، واعتقد اننا نعيش فترة تغيرات واستجابة لهذه المتغيرات غير المسبوقة وقد تكون قاعدة او اساس لفترة زمنية قادمة
ونحن في طريق العودة ونحن نتحدث عمّا رأينا ،قررت ان يكون حديثي معكم هذا الاسبوع عن السيد ابو وائل ، فقمت بالاتصال به على جواله واستفسرت منه عن بعض المعلومات والذي أجابني بكل اريحي'، وأكد لي انه فعلا من يقوم بالاستيراد وانه يحمل الشهادة الثانويه وان لديه محلا رئيسيا في إحدى مناطق العاصمة ،وأنه يتواجد ببيع بضاعته عند المحلات المشهورة بسبب ما تعانيه هذه الفئة من ضعف في منافذ التوزيع ، وان كان في نهاية المهاتفة أفادني ان أمانة العاصمة تمنع المباسط في الشوارع والطرقات ، وهذا ما حدث له فعلا ويعاني منه.
اعتقد ان كثيرا من الشباب السعودي الطموح يشابهون السيد ابو وائل ، وأعتقد اننا نعيش فترة تغيرات واستجابة لهذه المتغيرات غير مسبوقة وقد تكون قاعدة او اساس لفترة زمنية قادمة ، أؤكد لكم اننا نملك قدرات بشرية رفيعة وفي كل المستويات وينقصنا التنظيم والتشريع المرن الذي يتعامل مع كل الفترات والمتغيرات ، نحن في المملكة نحتاج الى وقفة صادقة لمراجعة انفسنا وتقييم البرامج المعمول بها لدعم المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة وتهيئة الوسائل والأدوات المناسبة لدعم هؤلاء.
Adnan.abdulla@gmail.com