قد يتساءل البعض، ما هي جدوى العقوبات الاقتصادية على إيران؟ وهل هناك تأثير طالما أن إيران دولة منتجة للنفط بل وتعتبر من أهم الدول المنتجة؟ فإيران تزعم أنها لا تتأثر بالعقوبات، بل إن الدول الأوروبية هي التي تتأثر، وهل تكفي العقوبات لوقف التخصيب النووي ومنعها من إيقاف برنامجها النووي العسكري إذا كانت إيران تتجه نحو ذلك؟ دخلت العقوبات مرحلة حرجة في إيران فقد انتقلت العقوبات من التكتيك إلى الاستراتيجية، بعدما تقرر وقف التعامل مع البنك المركزي، وتنفيذ المقاطعة النفطية التي بدأ تنفيذها في يوليو. لقد أخذت الاحتياطات الإيرانية من الدولار تتآكل من جراء العقوبات الأوروبية التي استهدفت قطاع النفط الإيراني، عندها أخذت إيران في تطبيق نظام الصرف الأجنبي على ثلاثة مستويات لشراء مختلف الواردات، وذلك بتوفير الحكومة الإيرانية الدولار بالصرف الرسمي لاستيراد السلع الأساسية بسعر خمسة عشر ألف ريال للدولار الواحد، لكن هناك عوامل كثيرة تتضافر لتدفع بالعملة الإيرانية إلى الانهيار.كانت بعض دول مجلس التعاون هي الرئة التي يتنفس الاقتصاد الإيراني منها، ففي الإمارات وحدها توجد ثمانية آلاف شركة إيرانية تعمل بشكل رئيسي في قطاع المواد الغذائية، والخام، والحديد، والإلكترونيات، والإطارات، وغيرها من المواد، وذلك بحسب تقرير مجلس الأعمال الإيراني في دبي الذي يقول: إن الاستمرار في هذه الأوضاع سوف يدفع بشركات كثيرة إلى الإقفال، كما أنه تسبب في إفلاس مائتي تاجر إيراني، كما أن حجم التجارة المهنية آخذ في التراجع. في عام 2008م وصل حجم التجارة الإيرانية مع الإمارات إلى 12 مليار دولار، وخلال عام 2010م تراجع إلى سبعة مليارات دولار، ولا يزال الانخفاض مستمرا، وسوف يصل هذا العام 2012م إلى أدنى مستوى له، خصوصا أن الإيرانيين المقيمين في الإمارات معظمهم من التجار لا يستطيعون تحويل الأموال إلى بلادهم إلا في إطار ضيق وأحيانا خارج النظام المصرفي الإماراتي. ومع العقوبات النفطية أخذ الريال الإيراني في التراجع، ففي العام الماضي فقد الريال الإيراني نصف قيمته، بينما أصرت إيران على توفير الدولار بالسعر الرسمي في السلع الأساسية، أما الكمالية فسيتم استيرادها بالدولارات التي تشترى بسعر السوق الحرة، وهذا ما يجعل هذه السلع مرتفعة بشكل حاد داخل إيران. إن هذا الواقع سوف يجعل البازار الذي يعتبر العمود الفقري للثورة الإيرانية قد أصيب ببعض الخلل، وبالتالي سوف يقف في مواجهة الحكومة، مما يؤكد أن ربيعا إيرانيا قد يتفجر قريبا.