قوات النظام السوري تواصل تدمير المدن وحرق الأرض وارتكاب المجازر الدموية ضد المواطنين العزل وتدفع الناجين منهم للهرب إلى الحدود لاجئين يتعرضون للموت والضياع. وباتوا قنبلة موقوتة تهدد الأمن الإقليمي. فالقتل مستمر وجهود الدول الكبرى والهيئات الأممية ما زالت عاجزة عن ابتكار صيغة توقف آلة الدمار وتوفر للشعب السوري ظروفا آمنة تحميه من الإبادة التي يصر عليها نظام الأسد رغم الأفكار والمبادرات التي تضمن لرأس النظام الخروج الآمن. وحتى الآن لا يبدو في الأفق أن المبادرات المطروحة قادرة على تقديم الحلول في التجاذب الروسي الأمريكي الذي يلقي بظلاله على المأساة السورية بكل تعقيداتها، فالموقف الروسي المتشدد والليونة في الموقف الأمريكي والتمهل في الرؤية الأوروبية توفر مساحة مناورة. وكأن الزيارة التي يقوم بها مستشار الأمن القومي الأمريكي لإسرائيل لإطلاع رئيس وزرائها على خطة أمريكية طارئة لمواجهة إيران إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في تعطيل مشروعها النووي تحقق هذا الهدف. وقد وصف الإعلام الإسرائيلي الزيارة بالمهمة في هذا التوقيت الذي تنشغل فيه الزعامات الأمريكية بإرضاء إسرائيل تحسبا لتأثيرها على الانتخابات الرئاسية. ويستغل النظام السوري هذه التحركات لتنشيط الحضور الإيراني في الأزمة السورية، فزيارة وزير خارجية النظام السوري إلى طهران تأتي متزامة مع زيارة المسؤول الأمريكي إلى تل أبيب. في ظل هذه الأجواء تتحرك المجموعة العربية في الأممالمتحدة لتقديم مشروع قرار عربي لعرضه على الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كانت المملكة قد طرحته بشأن القضية السورية. وبهذا القرار تضع المجموعة العربية المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية، فلم يعد هناك من ذريعة تؤخر اتخاذ موقف حازم من النظام السوري ليضع حدا لمأساة هذا الشعب. فماذا ينتظر العالم؟. فهل يصحو الضمير الإنساني ويحرك الشرعية الدولية من أجل إنقاذ السوريين، أم أن الملفات الإقليمية العالقة بين الدول الكبرى وإيران ستكون على حساب الشعب السوري؟.