تعج الإجازة الصيفية بمناسبات الزواج لدينا ويبدأ أصحاب الفرح بتوزيع بطاقات الدعوة للأهل والخلان والأصدقاء في أي زمن كانت تجمعهم علاقة ويبدأ هؤلاء بالتهاني الحارة والتبريكات المفضلة وبعضهم يسوغ للشاب المتزوج في ثنايا كلامهم عبارات الجد لا الهزل وتارة عبارات تعنى بالرجولة والفحولة، وفرض الرأي على الزوجة بالأمر والنهي لشيء ما، والقبول والرفض في اختيار ما، وتبقى الزوجة في تلك الليلة يشوبها الخوف المريع، ويتوجسها الريب المفزع، ويدور في نفسها علامات الاستفهام للرجل المقبل عليها ولبنات جنسها حين يرددن عليها (الطاعة والسمع للزوج فيما يقول) أو حدود وظيفتك المطبخ المتجدد والبيت المعمور والاهتمام بالزوج المسكين. ويتجاهلون معنى المودة والرحمة في السكنى، والتفاهم والتلاطف في الحياة الزوجية وكيفية بناء العش الزوجي وكيف يتم ذلك بالحب الصادق والعلاقة الحميمة بينهما مهما عصفت بهما رياح الظروف واجتاحت بهما العادات والتقاليد القبلية. نسي هؤلاء مؤشر الطلاق الذي في ازدياد مخيف وأضرار الانفصال على الزوجة والأبناء ولعل بعض كلامهم أسهم في ذلك وأجاز ولكنهم عنه غافلون. فبعض الزوجات بعد مرور شهر العسل وابتدأ شهور البصل يرون ما لا يرون من زوج متسلط وآخر متشكك وثالث خائن لمبادئ الزواج فلماذا لا نؤسس لزواج يبني أساسه على التصالح والتوافق والتعايش بعيدا عن أكثر المشاكل التي نسمعها وتتكرر باختلاف أحجامها ودون إصلاح لأوضاعها ومن الأمور التافهة التي قد تلد بعواقب تالفة ويقع الطلاق في الأسرة الجديدة ونندم بعد ذلك. صالح صبحان البشري