من أقصى البلاد إلى أقصاها والمواطنون يشتكون من انقطاع التيار الكهربائي في جو حراري هالك. نجران وصامطة وعرعر والدمام: قافلة من المدن والقرى تشتكي من نفس الشكوى، مع أن الوعد الذي سبق شهور الصيف والقادم من مسؤولي هذه الشركة حمل شعار لا انقطاع للتيار الكهربائي هذا العام. هذا الوعد سقط مع تكرار انفصال التيار في مدن عديدة، وكل متضرر يركن إلى إجراء اتصالات متعددة بقسم طوارئ الشركة إلا أن صبر المتصل ينتهي قبل أن يرد عليه أحد وإن تم الرد قيل إن الأعطال سوف يتم إصلاحها خلال ساعة وتمضي ثماني ساعات من غير أن يتم ذلك الإصلاح الموعود. ولا يتوقف انقطاع التيار على الاختناق الحراري الذي يلحق بالمواطنين بل ثمة أضرار عديدة تترتب على هذا الانقطاع من عطل للأجهزة الكهربائية وفساد أطعمة وانقطاع شبكات النت المعتمدة على الكهرباء وتضرر المرضى المستخدمين لأجهزة طبية داخل بيوتهم، فهذه الأضرار لا تدخل ضمن حسابات شركة الكهرباء بالرغم من الخسائر المهولة التي يتكبدها الجميع وهو حق من المفترض أن يشمله تعويض من قبل الشركة فكما تجيز لنفسها قطع التيار الكهربائي لعدم سداد المستهلك لمبلغ لا يتجاوز الستمائة ريال فمن حق المواطن أن يعوض على أي تلفية تصل إلى مثل هذا المبلغ أو تفوقه بمجرد تسبب الشركة في انقطاع التيار لأسباب فنية خاصة بها. ثم من حقنا كمستهلكين لخدمة مدفوعة أن نجد تلك الخدمة محققة لراحتنا التي ندفع مقابلا لها. دعونا ننتقل إلى نقطة أخرى نتذكر فيها ما كنا نعانيه من الاتصالات وكيف غدا الحال مع تعدد شركات الاتصال، فلماذا بقيت شركة الكهرباء محتكرة لهذه الخدمة من غير ان تتحول إلى القطاع الخاص أو أن يسمح بإيجاد شركات تقدم نفس الخدمة فربما يؤدي أمر فتح باب المنافسة على هذه الخدمة إلى إراحة الناس مما يحدث من انقطاعات مستمرة للتيار .؟ وربما يقول قائل إن الخدمة المقدمة من قبل شركة الكهرباء مدعومة بينما لو فتح الباب للمنافسة لحدث ارتفاع في رسوم الاستهلاك، ويصبح هذا القول غريبا، فإذا كانت الشركة مدعومة وتتقاضى رسوما من المواطنين وهي بهذا المستوى فمن باب أولى فتح باب المنافسة وتوزيع مبالغ الدعم الحكومي على الشركات المنافسة بنسب متساوية. وأخيرا فالمستهلك لا يعرف شيئا عن دهاليز الاحتكار أو المنافسة كل الذي يعنيه أنه يدفع مقابل الخدمة التي يتلقاها سواء كانت قليلة أو كثيرة فهو يريد راحته مقابل ما يدفع ..فريحونا يا شركة الكهرباء. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]