ألمح مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، أن بعض الناس لديهم مفهوم قاصر عن صيام رمضان، وهو الامتناع عن المأكل والمشرب والجماع، ولكن الصيام تزكية نفس وترسيخ للإيمان، وتهذيب لجوارح المسلم وأخلاقه؛ ليبعد عن كل ما حرم الله، وهو وسيلة لغاية عظمى هي تحقيق التقوى في القلوب، مشيرا إلى أن الصيام يشمل جميع الجوارح، صيام عن الكلام السيئ، والسخرية بالناس، واحتقارهم والتعالي عليهم والانتقاص من قدرهم، وصيام عن السمع المحرم، فلا يسمع الباطل وقول الزور، وصيام البصر عن المحرمات وما يثير الشهوات. وقال المفتي العام في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض: الصائم لا يكذب، ولا يغش، ولا يخدع، ولا يظلم، ولا يغتصب الحقوق، ولا ينتهك الأعراض، ولا يسفك الدماء المعصومة، ولا يستحل الأموال التي ليست له، ولا يخوض مع الخائضين، ولا يذكر الناس بما يكرهون، ولا يكون مع السفهاء في سفههم، ولا مع الضالين في ضلالاتهم. وتحدث المفتي العام عن مفسدات الصوم منها: تعمد الأكل والشرب أو جمع الزوجة في نهار رمضان، مبينا أن الجماع موجب للكفارة المغلظة؛ عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام 60 مسكينا، أما من تناول الطعام أو شرب ناسيا فليكمل صومه. وبين آل الشيخ أن الإبر المغذية أو القيء المتعمد أو التبرع بالدم لضرورة أو خروج دم الحيض من النساء كل هذا يفطر الصائم، مشيرا إلى أن بخاخ الربو والتنفس بالأكسجين وحقن الأنسولين لمرضى السكر والحبوب التي توضع تحت اللسان لمرضى القلب كل هذه الأمور لا تؤدي إلى الإفطار لأنها ليست أكلا أو شربا ولا تدخل شيئا إلى الجوف. ودعا المفتي العام إلى الالتزام بصلات التراويح والمداومة عليها في المسجد وعدم التخلف أو التكاسل عنها، واغتنام أيام وليالي رمضان في ذكر الله والتضرع إليه بالدعاء، وتحري مواعيد الإفطار والسحور، وترويض النفس على الصبر، ومقابلة الإساءة بالحسنة.