مبروك زايد محمد زايد من مواليد عام 1398ه بمدينة الرياض في حي الشميسي، ترتيبه الثاني بين أشقائه الثمانية، والده كان يعمل موظفا بوزارة الإعلام، نشأ وترعرع مبروك زايد في حارة (السبالة) أحد أحياء الرياض البسيطة، ومنذ صغر سنه أحب كرة القدم وتعلق بها، وكان يمارسها بشكل يومي مع فريق حارته والذي كان يحمل اسم فريق (شبه الجزيرة) حيث لعب في جميع المراكز في هذا الفريق، بدءاً من حراسة المرمى، مروراً باللعب بخط الدفاع، ومن ثم خط الوسط، وانتهاء بخط الهجوم، ولكن أكثر المراكز التي كان يشغلها كان مركز حراسة المرمى بسبب حاجة الفريق لمن يشغل هذا المركز، والذي لم يكن يرغب أحد في أن يشغل هذا المركز إلا أن مبروك زايد كان يؤثر دائماً أن يكون هو من يشغل مركز حراسة مرمى فريقه حتى بات حارس الفريق الثابت وبدأت براعته في هذا المركز من خلال صد الكثير من الكرات الخطرة على مرمى فريقه، بعد ذلك التحق في سن مبكرة بناشئي فريق كرة القدم في نادي الرياض عن طريق صديقه حسن الصبياني والذي قاده للتسجيل في كشوفات نادي الرياض، حيث شارك مبروك زايد في بداياته مع نادي الرياض الكثير من لاعبي الرياض، الذين قادوه فيما بعد للإنجازات خلال العصر الذهبي لنادي الرياض في تلك الفترة، ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم كل من اللاعبين: بندر السويلم، وأحمد الصحبي، وسعد الدوسري (رحمه الله)، وبعد ذلك صعد الكابتن مبروك زايد لتمثيل درجة الشباب في نادي الرياض ومثل الفريق في بطولة المملكة آنذاك، ثم انتقل لتمثيل الفريق الأول تحت إشراف نخبة من المدربين الذين وقفوا إلى جواره وساندوه ويأتي في مقدمة المدربين المدرب الوطني خالد القروني، والمدرب البرازيلي زوماريو، وبعد أن قدم مبروك زايد مستويات رائعة مع نادي الرياض أجبر جميع الأندية على السعي في التعاقد معه فتم انتقاله إلى فريق الاتحاد في عام 2000م، وسط منافسة شرسة من عدد من الأندية للظفر بخدمات اللاعب. وبعد انتقاله إلى الاتحاد قدم معه الحارس مبروك زايد أروع المستويات وقاده للكثير من الإنجازات والبطولات، وشارك مع المنتخب السعودي أساسياً في مونديال ألمانيا عام 2006م، كما شارك مع ناديه الاتحاد في مونديال كأس العالم للأندية في اليابان، وتأتي أهم إنجازاته مع نادي الاتحاد عميد الأندية السعودية تحقيقه لقب كأس دوري أبطال آسيا لعام 2005، بعد غيابه عن البطولة في عام 2004م، بداعي الإصابة، بالإضافة إلى تحقيقه الكثير من الألقاب والبطولات المحلية مع فريقه الاتحاد، حتى بات رقماً ثابتاً في كل بطولات الاتحاد خلال العشر السنوات الأخيرة، ويمتاز مبروك زايد ببرودة أعصابه وتركيزه العالي أثناء المباراة، إلا أنه كان يعاني دائماً من شبح الإصابات والتي أبعدته كثيراً عن تمثيل الفريق، بالإضافة إلى أنه يعاب عليه في الفترة الأخيرة عدم الانضباطية في الانتظام في تدريبات فريقه وتأخره عن الانضمام إلى معسكر الفريق الذي أقيم في مدينة برشلونة الإسبانية، مما جعل علامات عدم الرضا تبدو على محيا جماهير العميد، والتي ترى أن الحارس مبروك زايد يعتبر قدوة للاعبين الشباب بحكم خبرته الطويلة في الملاعب، والتي ينبغي أن يسخرها في توجيه اللاعبين الصاعدين بدلا من رسم صورة سيئة عن اللاعب النجم. «عكاظ» طرحت قضية الكابتن مبروك زايد أمام لجنة المحاكمة وخرجت بهذه الأحكام: ففي البداية تحدث المدرب الوطني خالد القروني وقال: أشرفت على تدريب الكابتن مبروك زايد منذ بداياته في نادي الرياض، ثم في المنتخب الأولمبي، وأخيراً مع نادي الاتحاد، وهو بكل أمانة حارس عملاق ومميز ويمتاز بهدوئه الكبير سواء داخل أو خارج الملعب، وأعتقد أن السبب الرئيسي في تأخر اللاعب عن معسكر برشلونة يعود إلى مطالباته المالية التي على إدارة نادي الاتحاد، ومن الطبيعي أن يتأثر اللاعب بمثل هذه الظروف التي تؤثر على أي لاعب في العالم، كما أعتقد أن عدم وجود حارس ينافسه على مركز حراسة المرمى سبب نوع من الاطمئنان للكابتن مبروك زايد على مركزه كأساسي في الفريق، ولكن في المقابل كان ينبغي على الكابتن مبروك زايد أن يكون قدوة لزملائه اللاعبين، وبالأخص الصاعدين منهم وأن يختتم مسيرته في الملاعب بالكثير من الإنجازات والعمل على إنهاء مسيرته الرياضية بشكل يليق بحجم تاريخ ومكانة حارس عملاق بحجم مبروك زايد. من جانبه، يرى الكابتن حمد الدبيخي أن عدم انضباطية الكابتن مبروك زايد تعود في المقام الأول إلى بيئة نادي الاتحاد بشكل عام، فهي لم تعد بتلك البيئة المحفزة للاعب، في ظل المتغيرات الكثيرة التي طرأت عليها من تغيير في الأجهزة الإدارية والفنية في النادي، ما جعل المحفزات لدى أغلب اللاعبين محدودة إن لم تكن معدومة، بالإضافة إلى أن الحارس مبروك زايد مازال الحارس الوحيد في تشكيلة الاتحاد منذ سنوات، ولم يوجد الحارس المنافس له على مركز حراسة مرمى العميد ما جعله يشعر بالاطمئنان على المركز، وبالتالي قل عطاؤه وحرصه على تطوير قدراته، بالإضافة إلى أن بعض اللاعبين يتأثرون بقيمة عقود بعض زملائهم في الفريق مما يسبب حالة من الإحباط، وأعتقد أن تذبذب مستوى الحارس مبروك زايد يعود للكثير من المتغيرات التي حدثت في نادي الاتحاد، فبكل أمانة بيئة نادي الاتحاد الحالية أصبحت بيئة غير جاذبة للكثير من النجوم والذين يتأثرون بكل ما يحدث على الصعيد الإداري في النادي. ويرى الكابتن عبدالله خوقير أن الكابتن مبروك زايد حارس عملاق ويقظ ويملك جميع مواصفات الحارس الجيد، ولكن ما تم تناقله عبر وسائل الإعلام عن عدم انضباطيته وتأخره من اللحاق بمعسكر الفريق في برشلونة سيؤثر كثيراً على مستواه في الموسم المقبل مهما كانت نجومية اللاعب، والذي سيتأثر بكل ما يدور في الإعلام حوله، والكل يعرف حجم ومكانة الحارس مبروك زايد والمستويات الكبيرة التي قدمها طوال مشواره مع المنتخب السعودي ونادي الاتحاد، وأخشى أن يكون الكابتن مبروك زايد وصل إلى مرحلة التشبع من النجومية والشهرة، فعليه أن يعرف حجم نجوميته التي حققها خلال السنوات الماضية، وأن يحافظ عليها بكل ما أوتي من قوة وعليه التركيز خلال الفترة المقبلة على تطوير مستواه حتى يواصل نجوميته وأن يكون قدوة لزملائه في الفريق والذين هم بحاجة إلى دعمه ووقفته معهم خلال المرحلة المقبلة. بينما يرى الكابتن علاء رواس أن الكابتن مبروك زايد يملك جميع مواصفات الحارس المتكامل بدءاً من هدوئه الكبير مروراً بحضوره الذهني والنفسي والبدني الكامل، فقد كنت ضمن الجهاز التدريبي الذي أشرف على تدريب الحارس مبروك زايد خلال فترتين متفاوتتين مع نادي الاتحاد، وللأمانة كان منضبطا بشكل كبير ويملك أخلاقا عالية على المستوى الشخصي وكان حريصا على تطوير قدراته والعمل باستمرار على أن يكون في قمة عطائه، ولكن على مستوى الكرة السعودية هناك فارق فني كبير بين الحارس الإساسي والحارس الاحتياطي في كل ناد لذلك تجد أن الحارس الأساسي في الغالب يفتقد المنافسة على المركز، فبالتالي يقل عطاء أي حارس، بالإضافة إلى أن انخفاض مستوى الكابتن مبروك زايد يعود لعدة عوامل ومن أهمها الإصابات المتلاحقة التي لحقت به، بالإضافة إلى بعض العوامل الخارجية والتي تسهم بدور كبير في انخفاض مستوى أي لاعب مهما كان حجمه وهذا أمر طبيعي على مستوى العالم، ولكن المرحلة المقبلة تستوجب من الكابتن مبروك زايد العمل على المحافظة على المكتسبات التي حققها طوال مسيرته في الملاعب والعمل الجاد من أجل مواصلة رحلة الإنجازات والبطولات مع ناديه الاتحاد والمنتخب السعودي. من جانبه، يرى المدرب الوطني منصور القاسم أن بدايات الحارس مبروك زايد كانت رائعة، ولكن في الفترة الأخيرة شهد مستوى اللاعب انخفاضا، وقد يعود السبب في ذلك إلى تعرضه المتكرر للاصابات، بالإضافة إلى عدم وجود حارس منافس له في نادي الاتحاد، أما فيما يتعلق بتأخر انضمامه لمعسكر فريقه فهذا أمر غير مقبول إلا إن كان لدى اللاعب ظروف وتم شرحها لإدارة الكرة في نادي الاتحاد فهي الجهة الوحيدة التي لديها سر تأخره عن معسكر الفريق، إلا أن المرحلة المقبلة في مسيرة الكابتن مبروك زايد في الملاعب تستوجب منه العمل على العودة مجدداً إلى مستواه المعروف عنه، وأن يكون نموذجاً يحتذى به من قبل اللاعبين الصاعدين في الكرة السعودية نظير خبرته الطويلة في الملاعب.