نحن نحتاج في صحة وفي مرض ومتى ما أرهقت كاهلنا الذنوب ومتى ما اشتد علينا الأمر وعظمت الخطوب، ونحن نحمل الأوزار تلو الأوزار ، فمنا من يحاسب نفسه ويتعاهدها دوما ومنا من ينتظر رمضان ، ومنا من يعيش الفرصة تعقبها الفرصة ويخدعه طول الأمل ، نحن نحتاج للصيام لتصوم جوارحنا عن كل خطيئة ، كما نحتاج للطعام لنتقوى على ضعفنا وفاقتنا ، فما أحوجنا إليك يا رمضان ، ولكن هذا العام نحن إليك أحوج كما هي حاجتنا إليك كل عام وإلى الدوام ، نحتاج الكف عن مص دماء الناس بالباطل وأعراضهم وأموالهم وحتى نهبهم وئامهم وسعادتهم في أوطانهم ، نحتاج لوقفة المسلم الإنسان ووحدة الأوطان ومحاسبة النفس ولأن ندرك جميعنا قيمة الإحسان ، في هذا الشهر وفي كل شهر، ليس فقط في رمضان بل على مدى الزمان ، نعم إخوتي نحتاج وكلنا حاجة لتلجيم ألسنتنا وإقامة سننا ، وتطهير قلوبنا عل الله أن يفرج همومنا ، فكم من دماء سفكت وكم من قلوب وأرحام قطعت وكم من أبرياء هجروا وشردوا وكم من ذنوب وآثام ارتكبت وحرمات امتهنت وانتهكت ، أو لا نحتاج ؟ بلى نحتاج لفرصة لنتوب ونكفر عن الذنوب ، فهاهو رمضان شهر الخير قد أقبل وجرم العام قد أدبر ، نسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا ويعتق رقابنا من النار ، ويجعل منا التواب والمتطهر والتقي والبار ويلين قلب كل عاصٍ ومتجبر، ويهدي ويصلح من علينا جار، اللهم آمين .