احمد الله تعالى بأن افسح الله لك في الأجل ومد في عمرك حتى أدركت شهر رمضان واحمده سبحانه بأن ادام عليك نعمة الصحة والعافية في بدنك فصمت مع المسلمين، فحق لك ان يفرح قلبك وتدمع عينك بادراك الشهر الكريم، فادعوك بأن تفتح صفحة جديدة بيضاء مشرقة مع ربك والهك وخالقك، وتسدل الستار على الماضي، وان تتوب الى الله التواب الرحيم، فلا تدع هذه الفرصة تفوتك كما فاتتك في السنوات الماضية، فهذا موسم من مواسم الخير فالى متى الغفلة والتسويف واللامبالاة، لا يغرك طول الامل ولا يضيعك الشيطان والهوى، لابد ان تضع حداً للتجاوزات فالدنيا زائلة والأعمار بيد الله فقد تموت في اي لحظة حيث شهدنا كثرة موت الفجأة، فما اجمل رمضان عندما يكون بداية التوبة والانابة هذا الشهر تحط فيه الخطايا وترفع فيه الدرجات وتعتق فيه الرقاب وتضاعف فيه الحسنات، فلننضم الى قافلة التائبين في هذا الشهر العظيم انها فرصة العمر الموآتية فلا تتردد ولا تقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى. انظم الى قافلة النجاة قبل ان يقفل الباب بطلوع الشمس من مغربها أو بلوغ الروح الحلقوم وعنئذٍ لا ينفع الندم والتحسر، فطوبى لمن اجاب واصاب، وويل لمن طرد عن الباب. يا من ادركت رمضان ان لفيه فرصة بل فرصاً، ان فيه اغتنام مواسم الخير بالجود والعمل الصالح والتوبة الى الله تعالى. ان فيه تجدد النشاط في الخير فيتبارى المتنافسون في مضمار السباق مقبلين على الله تعالى من شتى الآفاق ينشدون مغفرة الخطايا والزلات ويطمعون في جنة عرضها الأرض والسماوات . عسى أن يكونوا ممن (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها ابداً ان الله عنده أجر عظيم). يامن أدركت رمضان : كم غيب الموت من صاحب وقريب واوري الثرى من حبيب، فإن طول العمر والبقاء فرصة للتزود من الطاعات والتقرب الى الله عز وجل بالعمل الصالح فكن من التائبين المنيبنين في رمضان وكن من المستثمرين للطاعة في رمضان وكن من المستيقظين من سبات نومهم لنور الهداية في رمضان، وكن من المقلعين عن الذنوب والمعاصي والمودعين لها في رمضان.