قال تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) الآية. لقد أطل الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر). فرمضان يختلف عن بقية الشهور بأيامه ولياليه. فالصيام في تجلياته ليس الصيام عن كل ما يفسد الصوم بل الدخول في حالة روحانية لتطهير القلوب من الآثام التي علقت بروح المسلم طيلة أيام السنة. لقد علمنا المصطفى عليه الصلاة والسلام أن الصيام مدرسة يتلقى بها المسلم تعاليم الدين والانعتاق عن اقتراف الذنوب، فهو ليس بالامتناع عن الأكل والشرب، بل الامتناع عن ارتكاب الآثام، إنه صوم القلوب عن مشاغل المرء وهموم الدنيا والانصراف لعمل الآخرة وتطهير القلب من الذنوب، إنه صوم القلوب عن مشاغل المرء وهموم الدنيا والانصراف لعمل الآخرة وتطهير القلب من الذنوب، فيه يجري المرء مكاشفة مع نفسه ويحاسبها عما فعل طيلة كامل العام، والصيام هو الإنابة لله وإن سابه أحد يقول: «إني صائم». وبهذا تفهم أن الصيام بمعناه الرمزي هو انعتاق الروح عن لهاث الدنيا والسعي بما يشغله عن العبادة. فالصيام تأديب بالجوع والعطش وقت الظهيرة وهو ضرب من ضروب العبادة التي يؤدب بها الله المسلم ويختبر صبره قال صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم له الحسن بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف«. ما أجمل شهر رمضان حيث تعلو فيه الروحانية وتتجسد فيه معاني الإحسان وتسمو النفس عن الشهوات وفرصة لاستجابة الدعاء قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي). إنه تطهير للقلوب وصقل لسمات الأرحام. الحمد لله الذي أعاد علينا الشهر ونحن نرفل بثوب العافية ونتوق لأداء طقوس العبادة، إنه يشعر الناس بأنهم سواسية فيرق قلب المسلم ويأخذ بيد أخيه الذي يشكو من العوز والحاجة فلكل جواد كبوة. في هذه الأيام حري بنا أن نعود إلى خالقنا ونتعلق بشريعتنا الإسلامية الكفيلة بإعادة الوئام ووحدة الصف حيث يوجد المسلمون في أصقاع المعمورة.