إننا مقبلون على موسم يتكرر كل عام فيمر علينا فمنا من يكون له خيرا و راحة و صلة و طاعة و برا و صلاحا ومنا من يكون أثقالا على كاهله و ربما أوزارا و قطيعة و ضياعا وشتاتا وإسرافا وتبذيرا للأوقات و الأموال في غير طريقها . أحب أن أذكر هنا بأن المؤمن كيس فطن و يستعد للأمور وينظر فيما مضى من عمره و إجازاته ، فينظر ما فعل من خير و صلاح كي يستمر عليه و يزداد منه متذكرا قول الله تعالى: (وتزودوا) ويحاسب نفسه على ما قصر وفرط وحاد به عن الصراط فيتوب ويرجع إلى ربه ومولاه التواب الرحيم متذكرا قوله تعالى (إلا من تاب) ، إن الصيف تذكرة و عظة و عبرة (لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ) ويقول تعالى (وفي الأرض آيات للموقنين) فنحن لا نحتمل أن نضع سياراتنا في الشمس الحارة التي تبعد عن أرضنا 150 مليون كم فكيف نحن بمن قال عنها سبحانه (كلا إنها لظى)، نار محرقة تسلخ اللحم عن العظم «فاتقوا النار ولو بشق تمرة». إن الصيف أوله اختبار صغير لأولادنا حفظهم الله ووفقهم لما يحب ويرضى وجعلهم ذخرا لكل خير مفاتيح للخير مغاليق للشر إن الصيف موسم اختبار لنا لينظر المنعم علينا كيف نعمل بما أولانا من النعم فمن الناس من يجعله فرصة لصلة الأرحام و الإحسان إليهم و حل مشاكلهم و مصالحهم و التواصل معهم و التصالح و تقوية الصلة معهم متذكرين قوله تعالى ( و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل). إن الصيف أوله اختبار صغير لأولادنا حفظهم الله ووفقهم لما يحب ويرضى وجعلهم ذخرا لكل خير مفاتيح للخير مغاليق للشر و هذا الاختبار بالنسبة لهم حصاد العام فليكن فرصة لهم بالرجوع إلى الله و الاستعانة به و مراقبته في السر و العلن فإن المراقبة هي أشد ما نحتاج إليه في زماننا فلنذكر الأولاد بالرقابة الذاتية و التي هي المسمى الجديد للإحسان « أن تعبد الله كأنك تراه». إن أهم شيء في تربية الأولاد هو تربيتهم على أمرين ضروريين و تذكيرهم بهما و إعانتهم على ذلك وعدم التعنيف عليهم و اللوم الشديد و القسوة وتقبل أخطائهم ومساعدتهم في حل المشاكل وعدم تذكيرهم بالمثالية و تذكيرهم أن كل ابن آدم خطاء ، و أن أولى الناس بالتعرف على أخطائهم و علاجها هو أهلهم و لكن ذلك دون شدة حتى لا يلجؤوا للغير فيقعوا بالأخطاء المشابهة أو يسقطوا في منحدرات ٍ و مهاو ٍ أخرى.