تشهد أسعار الوجبات الخيرية التي تعرضها الكثير من المطاعم والمطابخ للراغبين في توزيعها على الصائمين، انخفاضا كبيرا في أسعارها، لدرجة تثير التساؤل حول مدى صحة تسعيراتها المعروضة ومدى صلاحيتها للاستهلاك. حيث وصل سعر إحدى الوجبات الساخنة المكونة من ربع دجاجة مع الارز وعبوتي ماء وعصير بالاضافة للفاكهة الى 5 ريالات فقط. وقال أحمد عبدالله (أحد الراغبين في توزيع وجبات الافطار المجانية خلال شهر رمضان المبارك) إنه فوجئ بعرض من أحد المطاعم، عبارة عن وجبة ساخنة وبقيمة منخفضة جدا بلغت 5 ريالات، «وهو ما شجعني في البداية على شرائها، لكنني بعد مراجعة لمكونات الوجبة ولأسعارها، راودني القلق من صلاحية الوجبة للاستهلاك، فالسعر متدن جدا مقارنة بسعر مكونات الوجبة». وأضاف عادل حلمي (مسؤول عن إحدى المؤسسات التموينية المتخصصة في مشاريع إفطار صائم ومرخص لها من قبل أمانة مكةالمكرمة بإنتاج 30 ألف وجبة يوميا) أن السعر المنخفض جدا لوجبات الإفطار وغير المتناسب مع أسعار مكوناتها الغذائية يؤكد أن هناك شيئا غير صحيح، خاصة إذا كان سعر وجبة ساخنة مثلا يقل عن 5 ريالات فذلك يدعو للريبة، خصوصا أن الوجبة الساخنة تستلزم وجود وعاء من الالمنيوم حسب المواصفات المقررة لحفظ هذا النوع من الوجبات، بالاضافة إذا كان ذلك السعر المنخفض يشمل تكلفة توزيع الوجبة. وقال حلمي: بالنسبة لنا، نحن نقوم بتصنيع وجبة ساخنة مكونة من 250 جراما من الدجاج أو اللحم (كباب)، ونوع من الارز يتم اختياره من بين ثلاثة أنواع، بالإضافة الى عبوة مياه صغيرة، وتمر بسعر 8 ريالات، وبالنسبة للوجبة الجافة فتتكون من الكرواسان، والفطيرة، والكيك، بالإضافة إلى ماء، وتمر وبسعر 5 ريالات، كما أننا لا نقوم بتوزيع الوجبات بل يتم تسليمها إلى مناديب إدارات المساجد والمشاريع الخيرية، من خلال إيصالات تبين عدد الوجبات وتاريخ التسليم، ومن ثم يقوم المناديب بتوزيع الوجبات. يذكر أن وزارة الداخلية دأبت خلال الأعوام السابقة على التحذير من توجيه التبرعات الى جهات مشبوهة، وتضمنت تحذيراتها في هذا الشأن مشاريع التبرع بوجبات إفطار صائم غير المرخص لها وغير المدرجة تحت مظلة أعمال الجهات ذات الاختصاص في هذا الجانب، مثل لجنة السقاية والرفادة في إمارة منطقة مكةالمكرمة.