ننعم بفرصة عظيمة للتغيير في كل عام، ومحطة روحانية للوقوف مع أنفسنا ومحاسبتها، فشهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم بكل خير وأمن وأمان يحفل بومضات طاهرة يتوجب علينا اقتناصها، والتعامل معها بصفاء ونقاء يتوازى وقداسة هذا الشهر الفضيل. يتحدث خبراء تطوير الذات عن لحظات التغيير في حياة الإنسان بأنها تبدأ بخطوات صغيرة، حتى تصبح واقعا معاشا مع مضي الوقت وعندها يصبح التغيير، ولكن في رمضان يبدأ التغيير الفوري بعد الإعلان عن رؤية الهلال وهذا هو الفيصل الحقيقي في التغيير، أقصد لحظة الحسم تلك، وهي ما يحتاجه الإنسان فعلا للبدء في كتابة الكلمة الأولى في كتاب التغيير لحياته، وأية فرصة أعظم من هدية رمضانية محفوفة بشرائط من النقاء والبياض تهديك بداية جديدة. فنقاط التحول تشكل فرصة لتصحيح المسار، ومن أجل ذلك نحتاج إلى «منطقة حيادية» أو لوقت مستقطع نستطيع فيه إدراك كيف وإلى أين سنتابع، وإدراك حقيقة التغيير يلزمه صفاء نفسي بعيد عن ضغوطات روتينية مملة، فلا تنفصل عنها وتجد حلاوة ولذة التأمل الجميل إلا في رمضان. كل منا يعتقد أن الحياة لا تهبه إلا فرصة واحدة فتجده يتشبث بها حتى على علاتها في أغلب الأوقات! ولكن هذا الإحساس يتلاشى عند من يتعامل مع رمضان أنه شهر التحول والتغيير إلى الأفضل، ففي كل عام تقف مع حياتك وتقلب صفحاتها فتجدها وقد ازدادت مواقف مختلفة تراوح بين السعادة والألم، ومع كل عام تجد أنك تتعامل معها بحكمة أكثر يهبها لك الله تعالى مع تأمل آياته الكريمة. في هذا الشهر الكريم إما أن نوهب الإشراق لأفكارنا كي ترى النور وترى طريقها إلى التحول الإيجابي للحياة، وإما أن تضيع أثمن أوقاتنا هدرا في أزقة خوفنا من التغيير ولنتذكر قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة