لطبق «الفول» نكهة خاصة في رمضان، ويعتبره الصائمون الأكثر تواجدا في وجبة الإفطار، حيث تشهد محلات بيع الفول الأكثر ازدحاما في هذا الشهر الكريم. «عكاظ» رصدت الازدحام ولحظات «الخروج عن ضبط النفس» أثناء الاصطفاف لجلب طبق يعتبر الرئيس في رمضان. وأكد عمر باسالم صاحب محل، إن الفول هذه الأيام أصبح يقدم اليوم بشكل مختلف عما سبق فصارت توضع عليه بعض المخللات مثل «الأمبا» وبعضهم يقدم الدقة «والشطة التكرونية»، مبينا أن هذه الإضافات لم تكن موجودة في السابق ولكن يبقى الفول سيد السفرة في رمضان. ويرى عبدالقادر الجداوي أن الاستعداد لشهر رمضان يبدأ مبكرا، حيث نبدأ بتجهيز الجرار وتعقيمها، مؤكدا أنه يتم في فترة عصر رمضان استهلاك ثلاث «جرار» كاملة لذلك لابد أن نكون على استعداد، لتلبية طلبات الزبائن، خاصة في جدة التي يعتبر سكانها من أكثر مدن المملكة استهلاكا للفول بسبب الإرث الحجازي فيها. توافد مبكر وأكد محمد باعامر أحد المصطفين، أن الفول يعتبر طبقا رئيسيا على وجبة الإفطار، مشيرا إلى حرصه على جلبه لهم في حافظة خاصة احضرها من البيت لكي يحتفظ الفول بحرارته، منوها أن أكياس النايلون أو أطباق البلاستيك غير صحية ولأن طعم الفول يتغير بداخلها وكذلك أنا آتي بعد صلاة العصر قبل أن يشتد الزحام قبيل صلاة المغرب. فيما أشار سعيد أبو زرعة، إلى أن أولاده لا يشاركونه في عشقه لطبق الفول على مائدة الإفطار، مؤكدا اعتقادهم أنه ثقيل على المعدة، ويرون في المكرونة والسمبوسة، خيارا أفضل لهم. وقال «أخبروني أبنائي عن دراسة علمية أثبتت أن الفول توجد به مادة جالبة للنوم والخمول وهو لا يتلاءم مع النشاطات الرمضانية التي يمارسونها ليلا وأولها صلاة التراويح». «نرفزة» ومصابون ويوضح محمد هادي، ان بعض الصائمين يكون عرضة للعصبية خاصة عند الاصطفاف أمام محلات الفول، مبينا أن أدنى مشاحنة قد تتطور إلى سباب وشتم، الأمر الذي يدفع البعض إلى تصعيد النقاش إلى أن يصل إلى حد العراك، مؤكدا أن هذه المشاهد تعتبر مؤلمة كوننا في شهر رحمة مغفرة. وأشار هادي إلى أن سيارة الإسعاف العام الماضي، جاءت وأخذت مصابا سالت دماؤه جراء عراك على طبق فول، موضحا أن هذه السلوكيات تظهر دائما في اللحظات الأخيرة قبل موعد الإفطار ناهيك عن الزحام الذي يكون حول محلات الفول وعدم احترام أنظمة المرور من البعض والوقوف الخاطئ الذي يسبب تكدس السيارات وتعطل الحركة المرورية.