موقع سورية الاستراتيجي جغرافيا يجعل التغيير المرتقب فيها موقع مراقبة وحذر من قبل كافة دول الجوار المحيطة بسورية والتي تخشى أن يشكل هذا التغيير مصدر قلق ومشاكل بالنسبة لها. «عكاظ» حول دور دول الجوار وسورية ما بعد الأسد استطلعت الآراء فكانت التعليقات التالية: الدكتور محمد نور الدين خبير الشؤون التركية قال ل «عكاظ»: «دول الجوار ستواجه مسألتين: المسألة الأولى إذا كان سقوط النظام مؤكدا أم لا. والمسألة الثانية، في حال سقط النظام فمن الضروري أن نعرف الخارطة التي ستكون عليها سورية، هل ستبقى موحدة؟ هل ستعمها الفوضى؟ هل سيكون هناك تقسيم؟ وعلى ضوء هذه السيناريوهات الثلاثة، ليس فقط دول الجوار سيكون لها دور. علما أن هذه الدول تعاني نفس المشكلات وهي لبنان والأردن والعراق وتركيا كلها تعاني من الاحتقان المذهبي والأثني. وفي حال سقوط النظام السوري كل شروط الانقسام الأهلي ستكون متوفرة، وليس من مصلحة أي من دول الجوار وحتى الدول التي تلي الجوار أن تلعب أي دور، لأن شرارة الأزمة في سورية لن تتوقف على الجوار المباشر، بل هذه الشرارة ستكون عابرة للحدود. والكل معني بأن لا تذهب سورية إلى الفوضى والتقسيم». وختم الدكتور نوري الدين: «كل التوقعات تشير إلى أن هناك احتضانا دوليا وإقليميا لأية تسوية ستحصل ليكون هذا التغيير منضبطا، ولا يحدث زلزالا في منطقة لا ينقصها سوى زلزال كهذا». من جهته، خبير الشؤون الإيرانية الدكتور جمال رضوان قال ل «عكاظ»: «إيران ستكون أكثر الدول معنية بحصول التغيير في سورية؛ نظرا للمصالح الكبرى التي تربطها بنظام الرئيس بشار الأسد وهي مصالح لا تشبه مطلقا المصالح التي تربط دولا أخرى لأنها تتجاوز المسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية لتصل إلى الارتباط بمشروع سياسي واحد». وأضاف الدكتور رضوان: «من هنا فإن إيران ومنذ فترة قامت بفتح قنوات حوار مع المعارضة السورية وذلك بهدف مواجهة تداعيات التغيير الذي سيحصل لكن ما يمكن تأكيده أن الوجود الإيراني في سورية سيشهد انكماشا كبيرا في مرحلة ما بعد نظام الأسد، وهذا الانكماش ستكون له تداعيات كبيرة ليس على الداخل السوري، بل على لبنان أيضا بالنظر لأهمية سورية بالنسبة لحزب الله».