الحديث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يكبر ساعة بعد ساعة حتى وصل إلى الدوائر الروسية، وهو ما يدفع التحليلات الدولية إلى قراءة للسيناريوهات المتوقعة لمرحلة ما بعد نظام الأسد. ورأى المحلل السياسي جورج علم في حديث ل «عكاظ» : «أن الاحتمالات التي تنتظر سورية تتوقف على مدى التفاهم الدولي أو اللا تفاهم لأن ما حصل في مجلس الأمن أمس الأول أكد على عدم وجود تفاهم دولي حول المخرج السياسي للوضع السوري برغم نجاح مؤتمر جنيف في التوصل إلى بيان ختامي يعتبر «سيناريو» في المرحلة الانتقالية إنما استخدام روسيا و الصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن للمرة الثالثة على التوالي هذا يعني وجود اشتباك دولي حول الوضع السوري، و هذا الاشتباك ربما يفسح المجال أمام المزيد من العنف داخل سورية يعني الحرب الأهلية، و هو ما يحذر منه أكثر من سياسي محلي و عربي خصوصا إذا ما استمر النظام قائما بشخص الرئيس بشار الأسد، وتمكن من الإقامة في مكان آمن. فباعتقادي أن هذا الأمر خارج أي مسار سياسي يعني الحرب الأهلية. يعني أننا على طريق ما جرى و يجري في العراق و ربما تتمزق سورية إلى أقاليم طائفية، و هذا في طبيعة الحال ما يجعل الغموض يلف النظام البديل الذي سيقوم على أنقاض النظام الحاصل. لذلك كل الأبواب مفتوحة على جميع المفاجآت و الاحتمالات خصوصا كما أشرت في ظل غياب مبادرة دولية لوضع بيان مؤتمر جنيف موضع التنفيذ؛ أي وضع مسار سياسي واضح لنقل السلطة. من هنا نرى أن السيناريو الأكثر حضورا على الساحة هو سيناريو العنف و العنف إذا ما استمر على وتيرته سيؤدي إلى حرب أهلية في سورية. من جهته، قال مدير كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال العتريسي ل «عكاظ» : «إذا كان افتراض سقوط النظام ممكن هناك مشكلة بمسألة الاستقرار في سورية لأن المجتمع السوري مجتمع منقسم حول موضوع النظام، وحول موضوع الثورة في سورية و ليس هناك جبهة واحدة تقود عملية التغيير. كذلك في حال سقط النظام على الأرجح ستكون هناك حالة من الفوضى تستمر لفترة طويلة، و قد نشهد مرحلة من الحرب الأهلية بين مكونات المجتمع السوري». لهذا السبب المسألة ليست في هذه البساطة التي يعتقدها البعض.