مع كل رمضان تجرى استعدادات بارزة في جانبين ظاهرين هما جانب الأكل وجانب الترفيه وكأن رمضان هو موسم الأكل والتفكه وليت تلك الجهود تهتم بما في هذا الشهر الكريم من ملامح تقوى وإشراق إيمان. بل إن الاهتمام أضحى منصبا على كل ما يملأ البطن من طعام وشراب وما يشبع غرائز اللهو وفي كليهما إفراط وتفريط. فما معنى أن يأتي المشهد الاجتماعي بتهافت ملفت للنظر على المواد الغذائية وكأننا لا نأكل إلا في شهر رمضان فكل أطايب الطعام تتكدس في الأسواق، والمطابخ العامة والمنزلية تعلن حالة الطوارئ ويشمر الطهاة و (الحلوانية) عن سواعدهم يعدون العدة ويعلنون الاستنفار. أما الآن فما يدفعه أو ينفقه الفرد في وجبة غداء في غير شهر رمضان كفيل بأن يهيئ له وجبتي الفطور والسحور معا في رمضان فماذا تغير؟. ولماذا هذا اللهاث والمبالغات والإسراف المقيت في الموائد الرمضانية؟، حيث تنال منها حاويات النفايات النصيب الأعظم، ونحن من لدينا وفي ثوابتنا الدينية لزوم الاعتدال وتجنب الإسراف ابتغاء لرضوان الله ومرضاة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أما الجانب الآخر والمثير دهشة واستغرابا في رمضان فهو ما يتجلى في ذلكم الحشد الإعلامي المرئي والمسموع في إنتاج برامج ومسلسلات ومقالب تسخر من نفسها أسموها برامج رمضان.. وبما أن (رمضان يجمعهم) فقد تسابقت الفضائيات إلى كل ما ستتجشأ منه من برامج الغث فيها يفوق السمين بمراحل وأضحى (رمضان) موسما للإنتاج الفني وأي إنتاج.. ؟!. أحمد مكي العلاوي