أبدى عدد من السعوديين استياءهم من فقدان شهر رمضان كثيراً من وهجه الروحي، بسبب تحوله إلى شهر استهلاكي بالدرجة الأولى، ينفق فيه بإسراف على موائد الطعام، وينصرف الناس فيه عن كثير من مستحبات الشهر وأذكاره، نتيجة متابعة السيل الهادر من الدراما والبرامج التلفزيونية الترفيهية، وتمضية الليالي في السهر، والنوم في النهار. وذكرت أم محمد أن «نساء الحي في الماضي كن يخرجن زرافات إلى جلسات الأذكار، وحلقات تلاوة القرآن منذ الثامنة صباحاً، فيما تبدو الشوارع في صباح رمضان حالياً مقفرة، بسبب الركون إلى النوم والكسل في النهار والسهر»، وقالت: «يضيّع الناس في الوقت الحاضر أوقاتهم في مشاهدة الغث والسمين من برامج التلفزيون، كما أن هناك إسرافاً في طهي الطعام ثم رميه في القمامة؛ فالفطور في السابق لم يكن يتعدى طبق الهريس والمرق والبلاليط وبعض النشا، في حين تقتصر وجبة السحور على الرز». وقال حاتم حسين: «تغيير مواعيد العمل في شهر رمضان يدفع الناس إلى مزيد من الخمول، وذلك لم يكن في السابق؛ فقد كنا نذهب إلى مدارسنا في نفس الموعد المحدد مثل سائر أيام العام»، مشيراً إلى أنه يستغرب من كون الأحياء في شهر رمضان خاوية وموحشة ولا تدب فيها الحياة إلا عند قرب المساء، وأنه تم انتهاك خصوصية الشهر الروحانية واستباحته بمسلسلات تخدش الحياء ولا تحمل أي قيمة أخلاقية. ولفتت سعاد عبدالرحمن إلى أنها تعاني عند محاولة اقتلاع بناتها من أمام شاشة التلفزيون في رمضان؛ من أجل اصطحابهن إلى صلاة التراويح، وأنهن يمضين الوقت في رمضان بين متابعة المسلسلات حتى ساعات متأخرة من صبيحة اليوم الثاني أو التجول مع صديقاتهن في المجمعات التجارية، وقالت: «للأسف أفقدنا رمضان بتصرفاتنا غير المسؤولة الكثير من جمالياته، وجعلناه يشكل عبئاً مادياً وجسدياً علينا؛ فنهار رمضان في الماضي يدب بالحياة؛ إذ الرجال ينصرفون إلى أعمالهم في الحقل أو يتوجهون بقواربهم للصيد في البحر، في حين تنصرف النساء إلى شؤون المنزل، أما اليوم فأخاف من عبور الحي بمفردي صباحاً بسبب خلوه من المارة».