كحصان منفلت في براري الفضاء تداهمنا المسلسلات والبرامج الفضائية في شهر مقدس على كل المسلمين وليس همها إلا التلهي بأوقاتنا وقبل ذلك عقولنا لأغراض وأمراض مجدولة في أجندات تزيد من تشتتنا، ولعله يبرز في مقدمتها ظاهريا التسويق الإعلاني للقنوات الفضائية ووراء الأكمة ما وراءها من إثارة للنعرات واتساع الفرقة بين المسلمين والعرب خاصة وكمثال على ذلك ما أثاره مسلسل الفاروق من لغط بين عرضه وحجبه ولا جهة إعلامية تستطيع إيقافه. وإذا كانت شخصية عمر بن الخطاب وقبلها خالد بن الوليد مرسخة في قلوب المسلمين كافة وهي من لب السيرة النبوية الطاهرة فإننا أمام ما قد يكون تشويها متعمدا يطال هذه السيرة العطرة في رموزها النموذج.. وهنا لابد أن نشير بأيدينا إلى جامعتنا العربية الموقرة ونقول إنه لو كانت فيها هيئة تمثل مركزية إعلامية تغربل ما يمس الثوابت الإسلامية والعربية وتتصدى للإعلام المغرض عربيا وعالميا لما وضعنا أيدينا على خدودنا وغمرتنا الحيرة بين بث مسلسل وإيقافه، ولما تجرأ مخرج أو سينارست أو ممثل أغري بالمال على تجسيد مسلسل قد يشوه شخصيات وتاريخا يمثل أمة بأكملها ولا تستطيع أن تحرك ساكنا. ما أقترحه أن تكون في الجامعة العربية هيئة أو لجنة رقابية تمثل جميع الدول المنضوية تحت لواء الجامعة بالإضافة إلى رابطة العالم الإسلامي، تقف أمام هذه القضايا وتجيزها قبل نشرها أو بثها.