أين بشار الأسد؟! تساؤل كبير طرح نفسه بعد انفجار مقر الأمن القومي في العاصمة السورية دمشق وسقوط كبار القادة الأمنيين والعسكريين مما شكل انكسارا للدائرة المحيطة برأس النظام بشار الأسد. تساؤل لم يقتصر على الشارع السوري ومنه العربي، بل وصل إلى دوائر القرار الدولي وتحديدا أروقة البيت الأبيض حيث أكد الناطق الأمريكي: «إن الولاياتالمتحدة لا تعرف مكان بشار الأسد». مواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك انشغلت أيضا بالبحث عن «بشار» مما أوجد كما هائلا من الإشعات التي لم تجد من ينفيها أو يؤكدها لتزداد الأمور غموضا وتعقيدا. المعارض السوري كمال اللبواني وفي اتصال مع «عكاظ» أكد أن أية معلومة محسومة عن مكان تواجد بشار الأسد غير موجودة. لكن ما يمكن تأكيده أنه بعد انفجار مقر الأمن القومي الطائرة الرئاسية تحركت باتجاه اللاذقية وهذه الطائرة لا تتحرك إلا لنقل الرئيس أو عائلته ونحن نتوقع ذلك لأن الكلام عن الانتقال إلى الساحل عند تطور الأمور ليس بالجديد. من جهته، العميد المتقاعد وهبي قاطيشا قال ل «عكاظ»: «إن أحدا لا يمكنه أن يتوقع مكان الرئيس السوري الآن بعد هذه العملية التي طالت النظام في صميمه، فالشك ينتاب الأسد وبات يشك في أقرب أركان النظام من قادة وعسكريين وضباط، ووصل شكه للجهاز الخاص به، لذلك سيمتنع الرئيس السوري عن الإفصاح بأية معلومة صغيرة كانت أو كبيرة أمام كائن من كان، ما عدا القادة السوريين المعرضين للخطر مثله تماما، ويبدو أنهم سيلجأون معا إلى إعادة هيكلية وغربلة القادة الأمنيين المحيطين بهم، كونهم لم يعودوا يعرفون بعد عملية تفجير مركز الأمن القومي من يتبع للنظام ومن هم ضده، فالعملية تؤكد أن الجهاز الأمني للنظام مخترق بشكل فاضح». من جهته، المحلل الأمني العميد المتقاعد نزار عبد القادر رأى «أن المنطق الأمني يفرض في مثل هكذا حالة أن تكون أولوية النظام الأمني هي الحفاظ على رأس القيادة والتأكد من أن الخرق الأمني الذي حصل لن يتمدد ليصل إلى الأعلى وسيقف عند هذا الحد. من هنا فإن المرجح أن الاستراتيجية الأمنية الخاصة بالرئيس الأسد تغيرت وبالتالي فهو في مكان ما في سورية محصن من الاختراقات أو من إمكانيات وصول الجيش السوري الحر». بالمقابل إسرائيل دخلت على خط البحث عن الأسد، فكشفت مصادر إسرائيلية عن نزوح بشار الأسد وأسرته وجنرالات الجيش الموالين له من مدينة دمشق إلى منطقة جبلية تضم الطائفة العلوية في البلاد. وأشارت المصادر إلى أن المنطقة التي يدور عنها الحديث هي منطقة جبال الأنصارية الواقعة شمال غرب سورية. وتتكون هذه الجبال من سلسلة ممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومن تلك المنطقة سيدير الأسد وعائلته حربا ضد السوريين لضمان سيطرته على البلاد. مصادر دبلوماسية غربية في بيروت أشارت ل «عكاظ» أن الأمن الخاص بالرئيس الأسد تشرف عليه حاليا الاستخبارات الروسية، وفور وقوع الانفجار انتقل الرئيس السوري إلى بانياس حيث تتواجد قاعدة عسكرية روسية لأنه لم تعد هناك ثقة بكافة الضباط والجنود السوريين.