حدثني أخي بالرضاع أن جيل اليوم من الشباب زادت انتقاداته على مطالبه التي لاتنتهي فهو لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب كما يقولون، إلا أن أخي كما يقول يتقبل انتقادات أبنائه وبناته طالما هي في حدود الأدب والاحترام بل إنه يهيئ نفسه لسماع النقد اللاذع كلما بدأ ابنه الحديث بعبارة (عدم المؤاخذة) ويعتبرها مقدمة مؤدبة للانتقاد ثم يبدأ الحوار بشفافية مطلقة تنتهي بتوافق ورضا بما يحافظ على كيان الأسرة وتماسكها وتلاحمها ويظل أبناء الأسرة أبناء بررة بالرغم أن لهم مطالب لحوحة وانتقادات كثيرة.. بينما في طرف آخر نسمع قصصا مختلفه لانتقادات على الأسرة أو المجتمع تخرج عن دائرة الأدب والاحترام إلى دائرة العنف والتمرد الأسري مما يعطيها صفة العقوق والخروج عن المبادئ والقيم المتوارثة من الأجداد للآباء والأبناء وما ينطبق على الأسرة الواحدة ينطبق على مجموع الأسر بل على المجتمع بأكمله وبالتالي فإن من يخرج على المجتمع بانتقادات ومطالب واحتجاجات بأسلوب الشغب والعنف فهو ابن عاق لمجتمعه ووطنه. نحن جميعا أبناء الوطن الواحد وحريصون على اللحمة الوطنية لهذا الوطن ونعتبر خادم الحرمين الشريفين أبا لكل مواطن ومن حوله من الأمراء والعلماء والوزراء والمسؤولين هم إخوتنا نحترمهم ونقدرهم ونعلم جيدا أن النقد الهادف البناء حق مصان لكل مواطن بالوسائل المشروعة والحوار مكفول بكل شفافية بما يحقق المصلحة العامة للمجتمع. إن المجتمع السعودي بفطرته يرفض المساس بتلاحمه الوطني ويرفض التعامل مع أي محاولات في هذا الصدد ويعتبر الخارجين عن القانون وعن إرادة المجتمع من أبناء هذا الوطن أبناء عاقين يلزم إصلاحهم وإعادتهم إلى جادة الصواب وإلا فإن من حق المجتمع عليهم أن يعاقبوا على ما ارتكبوا من خروج وشغب وتخريب وعنف. يعجبني من الشباب الأبناء البارين بالوطن الذين يتصدون لمحاولات التشكيك في كيانات المجتمع وبث الإشاعات المغرضة عن رموز الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويرفعون راية التلاحم الوطني في كل مناسبة وحدث. إن مسلسل الأحداث في القطيف وسيهات من محاولات بث الفوضى والشغب والعنف والاعتداء على رجال الأمن وتخريب الممتلكات العامة هي محاولات يائسة يرفضها المجتمع السعودي بكل طوائفه وشرائحه ولا يؤيدها أو يساندها إلا الحاقدون والحاسدون من أبناء الجوار وأنظمتهم الثورية وبعض من أبناء الوطن العاقين الخارجين عن اللحمة الوطنية يبثون سمومهم عبر فضائية متمردة تلبس قناع الإصلاح وعبر مواقع الكترونية تستهدف الشباب من الأبناء البررة لهذا الوطن الكبير بخيره ومكانته بين الأمم. ينبغى على شبابنا في الخارج وخاصة المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين أن يتصدوا لكل المحاولات التي تستهدف ثقتهم بالوطن وزعزعة أمنه واستقراره وأن يتذكروا ماهيأه لهم الوطن من فرصة التعليم العالي في أرقى الجامعات العالمية ليرتقوا بوطنهم ومجتمعهم إلى مصاف الأمم المتقدمة. إن من حق المجتمع على العلماء الأجلاء والمثقفين العقلاء الأبناء البررة لهذا الوطن الغالي أن يبادروا بدور مميز للتلاحم الوطني ونبذ الخلاف الناتج عن الاختلاف لينعم المجتمع بنعمة الأمن والأمان في هذا الوطن المعطاء.. تحية لأهل القطيف وسيهات الأبناء البررة لهذا الوطن ممن شجبوا العنف والتخريب وتبرؤوا من الأبناء العاقين ورفعوا راية التلاحم الوطني. بالرغم مما يدور حولنا ستظل المملكة بإذن الله البلد الآمن المستقر ونموذجا للتلاحم الوطني مادام شرع الله قائما وسائدا ومادامت القيادة الرشيدة تعمل لرفعة الوطن ورفاهية المواطن بمبادئ وأسس إسلامية في كافة جوانب التنمية المستدامة ومادام المواطن يشعر بالانتماء وبالمسؤولية الاجتماعية نحو الوطن وقيادته.. نسأل الله أن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين مملكة الإنسانية والوفاء، ويحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الأب الحنون العطوف والراعي المسؤول عن أسرتنا الكبيرة.