لم تكن "الوحدة الوطنية" يوماً ما محلّ مزايدة بين المواطنين السعوديين، ذلك أنها المحور التاريخي الذي الذي ترتكز عليه المواطنة في هذه البلاد الفسيحة، لا فرق في ذلك بين قبيلة وأخرى، أو إقليم وآخر، أو طائفة وأخرى. ولم تورّط التشريعات السعودية الوطنية نفسها يوماً في وضع درجات أو مستويات في شرف المواطنة، فالسعوديون جميعهم، سعوديون بالمعنى الحرفيّ الذي يتساوى فيه ابن القبيلة القديمة، وابن العرقية المختلفة، وابن الريف، وابن البحر، وابن الصحراء. وأمام هذه الحقيقة المتجذرة في روح المواطنة يتساوى الجميع ويذوبون في لُحمة وطنية واحدة. ويعترف السعوديون بكافة أطيافهم بهذه الحقيقة الماثلة، وعلى امتداد التاريخ السعودي الحافل بالتحديات والمواقف المحورية وطنياً وقومياً وإسلامياً، كانت الوحدة الوطنية أساساً غير قابل للجدل، يجتمع حوله السعوديون ويسعون إليه هدفاً ثابتاً. وتشكّل الطائفة الشيعية جزءاً لا يتجزأ من هذه الوحدة التي تذوب فيها أطياف ثقافية واجتماعية وعرقية في مساحة قارّية تتجاوز مساحة أوروبا الغربية كلها مجتمعة. وأكد مسؤولون وأكاديميون ومثقفون سعوديون ل "الوطن" أمس، أن ما يتمتع به المواطن من وعي وابتعاده عن تلبية الدعوات المشبوهة لزعزعة أمن الوطن، تدل على أن الجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في رفع مستوى معيشة المواطنين، لها أصداء إيجابية تمثلت في الوقوف في وجه الفتنة ورفض كل أشكال الفوضى. وأشاروا إلى قوة التلاحم بين القيادة السعودية والشعب، مستشهدين بفشل الحملات الإعلامية المحرضة على التجمعات والمظاهرات، مبينين أن الإصلاح والبحث عن تطوير المجتمع لا يأتي إلا بالطرق السلمية وبالتدريج. وقالوا إن سياسة الباب المفتوح أغلقت الطريق أمام دعاة الفوضى. وأوضح وزير التربية والتعليم السابق الدكتور عبدالله العبيد، أن المواطن السعودي أثبت أنه على مستوى المسؤولية ولا يتأثر بالموتورين في الداخل أو الخارج، مشيراً إلى أن من يبرز وجهه يستحق أن تستخدم ضده كل الإمكانات التي نملكها أو نستعين بها، وأن من يدعون للغوغاء من الأعداء أو أصحاب المصالح الخاصة لن يجدوا من يصفق لهم أو يتبعهم. وشدد العبيد على الدور المهم الذي لعبه رجال الدين في توضيح الصورة وإظهار أن طلب الحقوق له أساليبه الشرعية التي لا علاقة لها بالفوضى، خاصةً في ظل معرفة المواطن أن باب المسؤولين مفتوح أمامهم لعرض مطالبهم، الأمر الذي أدى إلى فشل النداءات المشبوهة التي لم تجد من يستجيب لها. أسس وطنية من جهته يؤكد إمام وخطيب جامع الإمام زين العابدين في الأحساء الشيخ عادل بن عبدالله بوخمسين أن القوة الحقيقية لأي شعب من الشعوب هي مقدار تلاحم هذا الشعب مع بعضه البعض وتمحوره حول الوطن واتفاقه على الأسس الوطنية، ومن أبرزها أن جميع المواطنين في صف واحد لبناء وطنهم والمشاركة الحقيقية في بنائه والدفاع عنه وتقدمه، وكذلك مقدار التعاضد والتفاهم مع حكام هذا الوطن ليكون عنوان الوطن هو الأبرز في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، والابتعاد عن كل أشكال التصنيف سواء كانت مناطقية أو مذهبية أو قبلية أو فكرية. أما الخطيب "الحسينيّ" موسى بن ناصر الهاشم فيوضح رؤيته بأن اللحمة الوطنية تعني لا وجود للقبلية ولا الطائفية، مؤكداً أن اللحمة الوطنية واجب ديني على كل مسلم مكلف يدين بهذا الدين الحنيف، مبيناً أن للوطن أفضالاً كثيرة على أبنائه، ففيه نشأنا ومن خيراته ترعرعنا ومن تربته نتغذى ومن مائه نرتوي ومن هوائه نستنشق، لذا أوجبت الشريعة علينا حقوقا تجاه الوطن وهو إعلاء كلمة الله فيه وهذا ما نعيشه بفضل رفع راية التوحيد والذود عن حياضه مصداقاً لما جاء في قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام "ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا"، والغزو ليس فقط الغزو الخارجي، بل ما هو أخطر من ذلك هو التجاذب الداخلي الذي يأتي بدافع الحقد والحسد لهذا الوطن وأبنائه من أعداء الأمة لإثارة الفتنة، التي هي أشد من القتل، لافتاً إلى أن الفتنة تتفوق على القتل والتمزق، وضحيتها هم أبناء الوطن، بحيث لا يجد المواطن في وطنه الأمن على نفسه وماله وعرضه ولذلك يجب علينا أن نكون إخوة متحابين متعايشين في هذا الوطن مع ولاة أمرنا في الدفاع عن هذا الوطن ونكون حصناً منيعاً ضد الحاقدين والحاسدين. وعن الحملة التي روج لها البعض بخصوص الخروج في مظاهرات الجمعة الماضي قال عضو مجلس الشورى اللواء الدكتور محمد بن فيصل أبو ساق "لم يفاجئني مطلقا فشل الحملة المزعومة، وقد سجلت موقفي مسبقا لعلمي بحجم التلاحم الوطني المشهود بين قيادتنا ومجتمعنا". وأشار إلى أنه لا يوجد أي سبب عادل يدعو إلى هذا العبث المزعوم حيث تتمتع المملكة بخصائص إيجابية قل مثيلها. وقال: "يكفينا أن المجتمع السعودي مجتمع أكثر إدراكا لما يدور إقليميا وعالميا، ونحن نعي مخاطر ما يحدث من تدخلات في شؤون البلدان الآمنة". وأضاف أنه لا يراهن على نشر الفتنة في بلادنا إلا جاهل أو حاقد، مؤكدا أن حجم التطور ومستوى الأمن والاستقرار الذي يعد من النعم التي لا تخلو من حساد، هي مجرد تحديات طبيعية، لكنها لا تشكل أي خطر حيث تعاملت المملكة بشكل حكيم ومتعقل مع كثير من الأزمات الكبرى إقليميا ومحليا. ولفت إلى أن المملكة تميزت في رؤاها للأحداث وفي قراءتها للمستقبل، وأنه من الجهل لمثيري الفتن والاضطرابات ألا يقرؤوا حجم الاحتفالات في مجتمعنا وفرحة وطننا بقدوم خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية التي برهنت على طبيعة العلاقة الحميدة بين الشعب والقيادة. وقال "أنا على قناعة تامة بأن المجتمع السعودي في كل شبر من بلادنا سوف يحبط أي محاولة مشبوهة مهما كان حجمها فالوطن للجميع ولا فرق بين مواطن وموظف في الدفاع عن الوطن والمشاركة في حفظ أمنه قولا وفعلا بما يرد كيد الحاقدين في نحورهم". لا أحد يبيع وطنه إلى ذلك، يقول محمد المطرود إن الانسان يعيش في المجتمع الذي يمثله وطنه، ولا أحد يبيع وطنه أبداً، ويجب المحافظة على الأمن فأهم شيء في الحياة هو الأمن والاستقرار، وإذا لم نهتم بالأمن وتركنا الأمور فالتة، فإن ذلك يعقد حياة المجتمعات، ويسبب استمرار التوتر فيها، فالمطلوب أن نرى ماذا يحدث في الخارج وسنلاحظ أن الأمور واضحة كل الوضوح، فبغير الوحدة والتلاحم لا يوجد إلا الدمار الذي يمكن أن يطال الأخ والأخت والأب وأبناء العم لأن المجتمع جميعه مجتمع مترابط كأنه أسرة واحدة. يضيف المطرود: الله سبحانه وتعالى يقول: "أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم".. لذلك يجب العمل بما قاله الله سبحانه وتعالى حتى نصل لبر الأمان. ويحذر المطرود بقوله: إثارة الفتنة والمشاكل بين أفراد المجتمع أمر غير مقبول، لذلك يجب التحلي بالعقل، مؤكدا أن الفتنة تؤدي للدمار، والعقلانية هي طريق الصواب. وقال: نحن في بلد تنعم بالأمن والأمان، والمواطن يستطيع السفر ويترك بيته مفتوحاً، وهذه نعمة غير موجودة في أكثر البلدان، فيجب الحفاظ عليها. ويضيف المطرود: الدولة تنتهج سياسة الباب المفتوح، والأبواب مفتوحة بدءاً من باب الملك ونهاية بأصغر مسؤول في الدولة. ولكن يجب أن نعرف شيئاً هو أن رضا الناس غاية لا تدرك، والكل يطالب بالأفضل، ولا يوجد هناك من لا يطالب بالأفضل، وهذه سنة الحياة. وفي كل الأحوال- والحديث للمطرود- فإن الأمن خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه، وعلى الجميع أن يدركوا بعقولهم أنه إذا اختل الأمن فهذه مصيبة، لذلك يجب على كل مواطن أن يتحمل المسؤولية ويلتزم بالقوانين وألا يلتفت للخارج، فنحن دولة تختلف عن الجميع لأن الله ميزها بأطهر أرض قبلة المسلمين ومسجد الرسول، وهي تتميز بأنها ملتقى للمسلمين.. لذلك يجب أن نحافظ على هذه الثروة والنعمة بإطاعة الله والرسول وأولي الأمر. الخبير الاقتصادي سالم باعجاجة لفت إلى أن اصطفاف الشعب وراء حكومته له تأثير كبير على حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد، كما يعد مؤشراً إيجابياً على رغد الحياة الذي يعيشونه. وقال إن هذا الانتماء الذي أظهره الشعب نابع من القلب عرفاناً منه بالجهود المبذولة في رفع مستوى معيشته. من هذا التراب أما الشيخ منصور الجشي فيقول: نحن لا نزايد على اللحمة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد المتراص في وحدة هذا الوطن من أجل إنجازات، ما يحقق لأبنائه الفخر والاعتزاز به في ظل الظروف والتغيرات التي يعيشها المجتمع العالمي. وأضاف: أبناء القطيف ليس عندهم أي خلاف في وحدة الصف، ولا يحملون داعياً من دواعي الشقاق التي ربما يتصورها البعض، فهم من تراب هذا الوطن والمحافظين عليه. ويقول رجل الدين الشيعي حيدر العوامي: في مجتمعنا الكبير المملكة العربية السعودية أو في مجتمعنا الصغير محافظة القطيف لدينا دائماً هدف واحد، هو أن تكون لنا مواقف تلتقي فيها كل الفئات المختلفة في اتجاهاتها أو تفكيرها أو عملها الاجتماعي، وفي نفس الوقت أيضاً تتلاقح الأفكار من أجل بناء فكري واجتماعي لهذا الوطن الذي نعيش فيه دائما. ونحن نلاحظ أنه رغم الاختلافات التي حصلت في زمن الأئمة، فإن هناك مواقف إيجابية ذهبت فيها أرواح الأئمة من أجل أن تلتقي النفوس جميعا وتتوحد على "لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وكذلك الالتفاف حول الفقراء والتماس حاجتهم وهذا كله هدفنا. من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل، أن الدعوات المغرضة التي ترددت وتواصل في بعض أرجاء العالم العربي للتظاهر وإثارة الشغب والفوضى هي دعوة شريرة، مشددا على وجوب عدم استجابة الشعوب المستنيرة والنابهة لمثل هذه الدعوات خاصة وأن نتائجها كثيرا ما تكون في غير صالح البلاد التي تكون فيها، وهذا لا يعني عدم المطالبة بالتطوير والإصلاح. وبين فاضل أن الدول العربية نامية وهي أحوج ما تكون للتنمية في كل المجالات وأيضا للإصلاحات السياسية السليمة التي تضمن عدم استحكام الاستبداد وانتشار الفساد. وقال "هذه الإصلاحات لا أحد يشكك في ضرورتها، لكن بشكل متدرج وسليم"، مشددا في الوقت نفسه على وجوب نبذ هذا الأسلوب "الفوضوي" وإثارة الفتن والبحث عن الطرق السليمة للتطوير والتنمية والإصلاح. وأكد فاضل أن شعب المملكة أثبت أنه يرفض الطرق غير السليمة ولا يقبل بإثارة الفتن والفوضى. وقال إنه لم يكن هناك أي استجابة لهذه الدعوات المغرضة وهذا دليل على أن الشعب العربي السعودي يرفض هذا الأسلوب ولا يتجاوب معه وهذا دليل على زيادة الوعي لدى الشعب. تجربة وحدوية أما رئيس جمعية القطيف الخيرية المهندس عباس الشماسي فيقول: نشدد على وحدة الوطن والتلاحم والتواصل مع القيادة بمختلف المستويات، نحن كسائر أبناء هذا الوطن الغالي ننبذ الفرقة وندعو إلى وحدة الصف بين أبناء المجتمع الواحد. ويكرر رئيس المجلس البلدي المهندس جعفر الشايب الرأي السابق، مضيفا أن الوحدة الوطنية مطلب حقيقي لجميع المخلصين من أبناء الوطن ومسعى جاد ينبغي العمل جميعا للوصول إليه من خلال العديد من البرامج وخاصة مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتعزيز الحوار الوطني بين مختلف مكونات المجتمع السعودي وكذلك مواجهة من يقوم ببث الفرقة بين أبناء الوطن. وأضاف أن هذه التجربة الوحدوية ينبغي المحافظة عليها من خلال التركيز على المشتركات وعلى الهوية الوطنية الجامعة وكذلك معالجة جميع مسببات التفرقة على أي أساس كان. وأشار الأكاديمي وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور خليل آل خليل إلى أن الدعوة للغوغاء في أساسها فكرة ولدت مريضة، ولا مكان لها في المملكة، مؤكدا أن المجتمع السعودي لم يتقبلها ولن يتقبل أمثالها. وقال "نحمد الله بلادنا بلاد الإصلاح والرأي والتسامح، ومهما حدث في الدول الأخرى المحيطة من أحداث فإن المملكة دولة تتميز بقوتها الذاتية وصلابة الرابطة بين قيادتها وشعبها". يد واحدة وبدوره يقول رجل الدين الشيعي وجيه الأوجامي إن السنة والشيعة يد واحدة. ويضيف: يعيش الناس في بلاد الحرمين الشريفين حياة الأمان والاستقرار، إليهم يهرع الخائف وفي بلادهم يحتمي الضعيف، وذلك راجع إلى أسباب ثلاثة رئيسية هي: * كون هذا البلد هو بلد الحرمين الشريفين الذي حباه الله بالأمن والأمان. * وجود حكومة آل سعود الرشيدة وهي الحكومة الإسلامية العادلة التي جندت كل ما لديها لتوفير الراحة والاستقرار لأهل هذا البلد ومن يأوي إليه ونشرت الأمان في جميع أصقاعه. * الترابط والتلاحم بين أطياف هذا البلد، فالناس يعيشون في المملكة يدا واحدة، لا سنة ولا شيعة بل مسلمون وإخوة متحابون متعاونون على بناء أمجاد وطنهم يجمعهم كتاب واحد وقبلة واحدة في ظل قيادة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أبقاه الله تعالى مفخرة على الرؤوس. وأوضح المحامي كاتب الشمري، أن المظاهرات لا تتفق مع مبادئ هذه البلاد ولا سياستها أو ثوابتها، مشيرا إلى أن السبيل إلى طلب الحقوق يتحقق عبر الحوار الوطني الذي يتيح سماع كافة الآراء والأطروحات، مضيفا أن المطالبين بخروج الناس للشارع يعدون خارجين عن الشرع والقانون، وطالبهم بوضع الوطنية فوق كل اعتبار وأن تكون مصلحة البلد فوق كل شيء. وقال الشمري، إن هذه النداءات جاءت في وقت يحتفل المواطنون فيه بعودة خادم الحرمين الشريفين سالما معافى، ولن تؤثر على السعوديين الذين يدينون بالولاء لملك القلوب الذي أرسى أركان هذه البلاد على العدل والمساواة، بما أصدره من قرارات وما قدمه من عطاءات هي محل فخر كل مواطن، كما تعودت حكومة هذه البلاد على استيعاب الأزمات أبا عن جد والتعامل معها بحكمه وروية. وقالت المسؤولة بشؤون المعلمات بوزارة التربية والتعليم منيرة الحمد آل مبارك "أرادوها فتنة فحولها الشباب السعودي والشعب بأكمله إلى تأكيد بيعة للقيادة الرشيدة، أرادوها ناراً فأطفأها الله عز وجل بسيل الحب الجارف بين الشعب والأسرة المالكة التي هيأها الله لعمارة هذه الأرض وخدمة مقدساتها، فأوصلت هذه البلاد التي لم تكمل الثانية والثمانين بعد التأسيس إلى مصاف دول عمرها قرون من الزمن بعون من الله وقوته ثم بتكاتف القيادة مع الشعب على مر السنين، أرادوها فوضى فحولها السعوديون شعباً وحكومة إلى لحمة وطنية قوية، ولا غرابة في ذلك فالشباب السعودي لا يسعى إلى البطولات الوهمية والشخصية، فالوطن لديه كلٌ لا يتجزأ، وليس بحاجة إلى من يعلمه حقوقه، فهو كل يوم يرفع مطالبه واحتياجاته لولي أمره الذي انتهج سياسة الباب المفتوح وقلبه قلب الوالد لأبنائه".