أكد رجل الأعمال المعروف الأستاذ أحمد حسن فتيحي ل «عكاظ» أنه لن يرشح نفسه لإدارة نادي الاتحاد في الإدارة القادمة.. وأنه لن يحضر الجمعية العمومية المقرر عقدها للنادي في الرابع من شهر رمضان المبارك. جاء هذا في أعقاب اطلاعه على «مسودة ميزانية النادي» مساء يوم أمس الأول.. عقب تسلمه لها بناء على طلبه ليكون أساساً هاماً في اتخاذ قراره النهائي بالترشح من عدمه.. وقال فتيحي.. لقد أذهلني مشروع الميزانية المقدم إلي.. لما انطوى عليه من غموض شديد للغاية لخصها فيما يأتي: •• أولا: إن تقرير الميزانية لا يتضمن أي مقارنة بالسنوات الماضية.. وفقاً لأسس ومعايير إعداد الميزانيات المحاسبية المتعارف عليها.. والتي تشتمل عليها القوائم المالية في العادة.. •• ثانياً: إن صافي الأصول غير الملموسة بلغت (46.663.902) ريال سعودي.. وتتراوح بين تكلفة تسجيل لاعبين سعوديين محترفين والبالغة (96.180.000) ريال فيما بلغت قيمة إطفاء تسجيل اللاعبين السعوديين المحترفين وحدها (52.578.598).. وأن الصافي بلغ (43.601.402) ريال.. بينما بلغت تكلفة تسجيل اللاعبين الأجانب المحترفين (6.750.000) ريال وإطفاء تسجيلهم بلغت (3.687.500) ريال.. وصافي مبالغ الإطفاء بلغت (3.062.500).. بما مجموعه لصافي أصول غير ملموسة (46.663.902) ريال.. دون أن تتحدد القوائم من اللاعبين السعوديين المحترفين أو الأجانب قد استفادوا منها.. فضلا عن عدم وضوح وجهة تكلفة التسجيل والإطفاء لكل لاعب.. أو تجديد مدة العقد معه.. وانتمائه أيضاً.. كما لم توضح السياسة المحاسبية المتبعة من قبل إدارة النادي في إطفاء تلك المصاريف والبالغة (30.051.601) ريال. •• ثالثاً: إن إجمالي إيرادات النادي البالغة (112.794.719) لم تتحدد مصادرها.. كما لم تتحدد قيمة التبرعات التي دخلت إلى النادي ولا أسماء المتبرعين ولا حجم تبرعاتهم فيه، في الوقت الذي بلغت فيه إيرادات الرعاية (48.000.000) ريال سعودي ولم تظهر لي طبيعة تلك الإيرادات ومصادرها.. ومدى التحقق منها.. •• رابعاً: إن مصاريف الأنشطة المختلفة بلغت في قوائم مشروع الميزانية (96.910.133) ريالا تتراوح بين أجور ومرتبات مباشرة وإطفاء أصول غير ملموسة ومصاريف لاعبين ومصاريف مباريات ومستلزمات لاعبين وسكن.. وكلها مدعاة للتحقق والسؤال.. إضافة إلى أن مصاريف اللاعبين وحدهم قد اقتربت من (40) مليون ريال دون أن تتضح طبيعتها وأوجه إنفاقها ومدى نظامية الصرف عليها وأسماء المستفيدين منها.. •• خامساً: إن المصاريف العمومية وحدها بلغت (16.209.586) ريالا تفاوتت بين استهلاكات ومرتبات وحوافز للعاملين ومكافآت وصيانة ومعسكرات ومصاريف سيارات وضيافة ومصاريف حكومية وتذاكر سفر واحتفالات ومصاريف متنوعة أخرى بلغت وحدها (1.648.009) ريالات وكلها لم تحدد أسماء أو جهات الاستفادة منها وظروف صرفها ومستندات الصرف المعتمدة لها.. •• سادساً: إن القائمة خلت من ذكر ما يخص السنة المالية من التدفقات النقدية.. وإن الإدارة افترضت أن الأرصدة الافتتاحية لكل من الأصول والخصوم وحقوق الملكية غير موجودة.. وهذا غير صحيح. •• سابعاً: أما بالنسبة للاستثمارات البالغة (15) مليون ريال في عقد مساهمة النادي بمشروع جزر البندقية المتعثر فإن أحداً لا يدري كيف دخل النادي فيها.. وما الذي نضمن استرداده لمساهمته الكبيرة هذه فيها ولا من هو المسؤول عن تعرض النادي لأي خسائر بسببها لا سيما أن استثماراً كهذا كان لا بد أن تحكمه آليات وسياسات واضحة.. ولا أدري إن كانت تلك الإجراءات النظامية قد تمت أم لا؟ •• ثامناً: إن مبلغ الذمم الدائنة بلغ (34.882.867) ريالا.. بين ذمم دائنة للاعبين أجانب ولاعبين سعوديين وأندية الاتفاق والفتح وراس تنورة بالداخل وكذلك نادي (بوردو الفرنسي) من الخارج.. إضافة إلى عمولات وكلاء لاعبين بلغت وحدها (5.241.000) ريال وكذلك ذمم تجارية.. وذمم أخرى.. وأن هذه الذمم بشكل عام وذمم اللاعبين الخاصة لم توضح القوائم إن كانت مقابل رواتب وبدلات أو مقابل مصروفات أخرى وبالذات لأنها لم تصنف ضمن المصاريف المستحقة بقائمة المركز المالي.. وكان المفروض أن تحدد القائمة أسماء اللاعبين والمبالغ المستحقة من كل منهم وفترات الاستحقاق وتسديدها كما لم تتضح أسماء وكلاء اللاعبين وما خص كلا منهم ومبلغ الاستحقاق المرتبط باسمه وتاريخ السداد.. •• تاسعاً: انطوت الميزانية على ذكر قروض مستحقة على النادي بلغت (24.636.685) ريالا دون أن تحدد أصحاب تلك القروض ومبالغها وما ارتبط بها من تعاقدات نظامية.. وماهية القرض منها وأسباب إبرامها.. وهل هي قروض سنة مالية واحدة أو أنها مدورة من سنوات سابقة.. •• عاشراً: أظهرت القوائم أن المصاريف المستحقة على النادي بلغت (2.389) ريالا وهو مبلغ ضئيل مقارنة بحجم النادي ومصروفاته.. وذلك يحتاج إلى تفسير منطقي ومقبول.. •• هذه الأسئلة العشرة.. طرحها الفتيحي بعد أن اتسعت دائرة القلق لديه على مستقبل النادي وحجم الأعباء المترتبة عليه والتي تجاوزت أربعين مليون ريال.. •• وتساءل الفتيحي.. من المسؤول عن كل هذه المديونية الضخمة؟ ومن الذي سيقوم بتسديدها.. ثم من المسؤول عن تراكمها على النادي؟ وهل هي ديون متراكمة ومنذ متى.. ولماذا ظلت حتى الآن.. وقبل هذا وذاك من الذي راقب أوجه الصرف، وتأكد من سلامة الإنفاق؟ •• وكشف الشيخ أحمد فتيحي عن أنه كان راغباً في الترشح لإنقاذ النادي من أوضاعه الراهنة والمعقدة.. لكنه لم يكن يتوقع أن تكون الأمور بمثل هذه الصورة من الالتباس والغموض والإهدار.. وأنه لم يحمل أحداً بعينه مسؤولية ما حدث وإن كان قد أشار إلى أن ذلك يؤكد أن هناك أخطاء جسيمة.. وتسييرا للأمور بصورة غير صحيحة على أقل تقدير.. •• وأبان الفتيحي أنه كان يعتزم تخصيص 20 مليون ريال من جيبه الخاص لتسديد ديون النادي وإخراجه من أوضاعه المتأزمة شرطة أن تكون تلك الديون واضحة ومعروفة ومبررة.. وتكون أوجه الصرف صحيحة.. وتكون احتياجات النادي والتزاماته محددة.. ومعروفة.. وتحقق تغطيتها نهضة كبيرة للنادي وتحقق له التفوق الذي تستحقه الجماهير التي صبرت عليه كثيراً.. •• فتيحي قال ل «عكاظ» إنه وبكل هذه الأسباب.. فإنه لن يتقدم بالترشح لرئاسة الإدارة القادمة.. ليس لأن الديون كبيرة ولكن لأن الأجواء وبيئة العمل لا تبدو مهيأة لمعالجة الكثير من الأخطاء والتراكمات السابقة.. •• ووصف الفتيحي المرحلة القادمة بأنها مرحلة انتحار إذا لم تصحح الأمور ومحاسبة الجميع على تلك الأخطاء ويتحدد مسار النادي في المستقبل على أسس صحيحة، وقال فتيحي إن برنامجه الذي كان ينوي تنفيذه فما لو تسلم مقاليد إدارة النادي يتمثل في (3) نقاط أساسية هي: • أولا: ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية في المجال الرياضي.. لأن الأندية لا بد وأن تكون نموذجاً للصلاح.. والتأسيس لثقافة مجتمعية فاضلة.. وليست مجالا للتكسب .. أو الشهرة.. أو التسلية فقط.. • ثانياً: إن العمل في المجال الرياضي المرتبط بشبيبة البلاد وطلائعها هو جزء من العمل الوطني.. والسلامة العامة للوطن الذي نحبه ونحب أن نحميه.. نوفر له الأمان الذي يستحقه.. بسواعد أبنائه وطلائعه.. بدل أن تصبح الأندية أماكن لممارسات لا تخدم المجتمع ولا توفر السلامة للوطن.. • ثالثاً: تنمية روح العمل الجماعي القائم على التخطيط والمتابعة والمساءلة.. وبناء أندية نظيفة لا مجال فيها للشبه.. والتصرفات السلوكية غير المنضبطة.. وقال إنه كان ينوي أن يصدر قائمة حساب شهرية تتابع أوجه الدخل والإنفاق وتطلع جهات الاختصاص عليها.. حتى لا يكون الإنفاق غير منضبط وغير خاضع لمعايير محاسبية صحيحة.. لكن كل ذلك كما قال فتيحي قد تبدد فجأة.. ووجدت أن الأبواب مغلقة وأن إمكانية تحمل المسؤولية في هذا الوقت بالذات لن تحقق ما كان يتمناه للنادي.. وأنهى فتيحي حديثه ل «عكاظ» بالقول: إن نادياً كبيراً كنادي الاتحاد هو مسؤولية الجميع وإنقاذه هو أمانة في أعناق الجميع.. وأن أبناء الاتحاد ورجالاته لن يتخلوا عنه متى ما كانت الأمور واضحة.. وتمنى على رعاية الشباب أن تتدخل بقوة لحسم هذه الأوضاع غير المطمئنة على مستقبل النادي.. كما ناشد رجالات الاتحاد أن يلتقوا بعيداً عن قضية الرئاسة لعمل شيء من أجل الاتحاد وتصحيح مساراته.. وقال إن جماهير الاتحاد تستحق من الجميع مثل هذه الوقفة الصادقة.. لأن انهيار النادي حرام .. حرام.. حرام.. وتوقع فتيحي ألا تنعقد الجمعية العمومية في الموعد المقرر في ضوء هذه الملابسات المؤلمة.