كشف محافظ بلجرشي الدكتور محمد جمعان دادا، عن التوصل مع أسرة المواطن عبد الرحمن الغامدي «ضحية المطاردة» إلى قناعة، بأن الوفاة كانت نتيجة حادث مروري بعد مطاردة الدورية الأمنية له، ومن ثم سقوطه أسفل جسر وادي الحميد قبل ما يزيد على عشرة أيام. وبين الدكتور دادا، أن أقارب المتوفى أنهوا إجراءات الحادث المروري من شعبة مرور بلجرشي، وسجلوا قناعتهم في المحكمة، بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود شبهة جنائية في الحادث. من جهته، أوضح ناصر أحمد الغامدي شقيق المتوفى، أن جثمان شقيقه سيصلى عليها بعد صلاة عصر اليوم في جامع الأمير محمد بن سعود بمحافظة بلجرشي، وسيوارى جثمانه الثرى بجوار قبر والده ووالدته بمقابر قرية الطلقية. وقال: رفضنا فيما مضى استلام الجثة لكون التقرير، أشار إلى أن الوفاة نتيجة حادث مروري، ولم يذكر أن المطاردة كانت السبب في الحادث، ويضيف:«اشترطنا لاستلام الجثة الإشارة في التقرير على أن الحادث سببه المطاردة، وختم بالقول: «تم تدوين ذلك في تقرير المرور، وعلى إثره انهينا كافة الإجراءات المرورية واستلام الجثة». إلى ذلك، تضاعفت مأساة أسرة «الحرفي» ضحية حادثة المطاردة، بصورة متسارعة بعد بتر ذراع الزوجة لتعثر كافة الحلول أمام الفرق الطبية المعالجة في مستشفى الحرس الوطني، وكان لابد من البتر حفاظا على حياتها، ولم تجد الزوجة سميرة عطية الغامدي وقتا للحزن على يدها «المبتورة»، حيث تم إبلاغها من قبل ذويها بوفاة زوجها والتي شكلت لها الخسارة الأكبر. ويقوم حاليا فريق طبي متخصص من مستشفى الحرس الوطني بمعالجة حالتها النفسية من الصدمات المتكررة التي تعرضت لها، إثر الحادثة الشهيرة والمتمثلة في وفاة زوجها وبتر ذراعها وإصابة أبنائها بإصابات مختلفة مما جعلها في حالة «يرثى لها». وذكر مصدر مسؤول في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، أن الأطباء يركزون حاليا على الجانب النفسي بعد استقرار حالتها صحيا، وبما يساعد على استقرار، مؤكدين أن الحالة التي تعيشها زوجة «الحرفي» أمر متوقع نظرا لما مرت به العائلة. وقال المصدر ل«عكاظ»: سنعمل جاهدين بكل ما نملك من خبرات على إخراجها من الاحباط «النفسي» الذي أصابها، مؤكدا أن حالة أبناء المتوفى «خالد 9 أعوام» «ودرر 4 أعوام» مستقرة بشكل كامل بعد أن رقدا لعدة أيام في العناية المركزة بقسم الأطفال في المستشفى، ويتوقع مغادرتهم الأسبوع المقبل. وتابع المصدر: حرصنا على إبقاء الطفلين في المستشفى لمراقبة حالتهما الصحية والتأكد من سلامتهما خوفا من أي مضاعفات قد تحدث، وسيبقيان تحت المراقبة لأيام قليلة ثم يتم إخراجهما بعد التأكد من خلوهما من أي إصابات أخرى. إلى ذلك، أوضحت والدة سميرة الغامدي المرافقة لابنتها في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض ل«عكاظ»، أن ابنتها سميرة عاشت حالة من الذهول بعد بتر ذراعها، خاصة وأن الأطباء كانوا قد أكدوا لنا بأن العمليات التي أجريت لها كانت ناجحة، لنفاجأ بعد عدة أيام من وصولنا لمستشفى الحرس الوطني يسوء حالتها وأن الأمر يتطلب بتر ذراعها. وبينت والدة سميرة، أن ابنتها عاشت اليومين الماضيين فترات عصيبة، خاصة وأنها تلقت خبرين مؤلمين وفاجعة كبيرة، الأولى نبأ بوفاة زوجها، والثانية حين قرر الأطباء بتر ذراعها، لكنها تماسكت وصبرت واحتسبت وسلمت بالأمر الواقع وبقضاء الله. وحول الحالة الصحية لخالد (ابن سميرة) أشارت أن حالته تحسنت كثيرا، وأضافت: هذا الأمر أفرحنا كثيرا ولله الحمد، فقد كنا نخشى أن نفقده، خاصة أنه أصيب بكسر مضاعف في الجمجمة صاحبه نزيف، وكشفت أنه سيتم نقل خالد من العناية المركزة لإحدى غرف التنويم (اليوم) أمس الثلاثاء. وكان سعيد عطية الغامدي خال سميرة أكد ل«عكاظ» أمس، أن الأطباء المعالجين لسميرة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس بالرياض قرروا البارحة بتر يدها، بعد أكدت التحاليل إصابتها بالتحلل والخشية من انتشار التسمم على باقي الجسم. وبين خال المصابة، أنه أعطيت لوالدة سميرة وشقيقتها كافة الصلاحيات للتوقيع على أية عملية أو بتر في حال تطلب الأمر ذلك وهذا ما حدث بالفعل. لافتا إلى أنه سيتم تركيب ذراع صناعية لها عوضا عن ذراعها التي بترت. وحول ما إذا أبلغت سميرة بوفاة زوجها، أوضح أن والدتها أبلغتها بذلك قبل عملية بتر يدها، مبينا أن حالتها ساءت في تلك اللحظة وتم نقلها للعناية المركزة.