قال رئيس لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور صالح بن ناصر إنه من غير الممكن أن تجد في أي بلد متقدم في كرة القدم في العالم أن لجنة الاحتراف هي تتوسل للأندية لاستغلال الفترة التي تسبق فترة تسجيل اللاعبين بالبحث من خلالها عن لاعبين مميزين، حتى يتسنى للأندية تسجيل لاعبيها خلال فترة التسجيل الرسمية بشكل مباشر وحتى تتمكن من إشراك لاعبيها خلال فترة الإعداد للموسم الجديد بالإضافة إلى عدم انحصار خيارات الأندية في أسماء محددة من اللاعبين تكلف خزائن الأندية وترهقها ماديا دون وجود أي فائدة فنية تذكر جراء تلك التعاقدات، وتابع «هل يعقل أن يكون قد مضت فترة تسجيل اللاعبين الأولى والمقدرة بثلاثة أشهر ولم يتبق منها إلا عشرة أيام فقط ولم تنه من الأندية السعودية المحترفة إجراءات تسجيل لاعبيها سوى ناديين فقط من أصل 30 ناديا محترفا ما بين دوري زين للمحترفين ودوري الدرجة الأولى للمحترفين، فهل يعقل أن تنتظر الأندية حتى نهاية فترة التسجيل ثم تبدأ في تسجيل لاعبيها في الوقت الأخير من فترة التسجيل الأولى»، وردا على سؤال «عكاظ» حول المزايدات التي تحدث في قيمة عقود اللاعبين قال «المتسبب الرئيسي في تنامي ظاهرة المزايدات في عقود اللاعبين هي الأندية، وإن كانت هناك أطراف أخرى مثل الأندية الخارجية أو اللاعبين أنفسهم أو حتى وكلاء اللاعبين، إلا أن المسؤولية الكبيرة تقع على مسؤولي الأندية فهم المعنيون بإيقاف هذه المزيدات، ففي السابق قام الأمير نواف بن فيصل بعقد اجتماع بجميع رؤساء الأندية وتم إقرار ميثاق الشرف بين جميع الأندية، وكان الترحيب والتأييد منقطع النظير من جميع مسؤولي الأندية، ولكن لم تمض أيام معدودة إلا وبدأ بعضها في الدخول في مزايدات من أجل ضم عدد من اللاعبين مما سبب هدرا ماليا كبيرا كلف خزائن الأندية ملايين الريالات، ونحن بدورنا حاولنا جاهدين إيقاف تضخم مبالغ عقود اللاعبين، وقمنا بوضع سقف أعلى لرواتب اللاعبين ولكن للأسف الشديد لم تلتزم الأندية وكانت هناك مزايدات تتم من تحت الطاولة، مما جعل من الصعب القضاء على المشكلة إلا إذا كان هناك وعي وإدراك من مسؤولي الأندية بخطورة تضخم عقود اللاعبين والذي سيكلف خزائنها الكثير من المال ويتسبب في تراكم الديون عليها وهذا ما لا نتمناه»، وأضاف «قمنا بعمل دراسة عن قيمة عقود اللاعبين ووجدنا أن أسعار عقود بعض هؤلاء مرتفعة جدا وبشكل مبالغ فيه في ظل تواضع مستويات أغلب اللاعبين الأجانب الذين يتم التعاقد معهم، ونحن نأمل أن تكون هذه المبالغ في لاعبين كبار يملكون الكثير من المهارة والخبرة حتى يكونوا إضافة فنية كبيرة للأندية وللاعبين المحليين ولرفع المستوى الفني للمنافسات المحلية بشكل عام»، وأضاف «سأقول كلاما لأول مرة أصرح به وهو أن المزايدات التي تحدث حاليا في سوق انتقالات اللاعبين لدينا تسببت بشكل مباشر أو غير مباشر في عدم احتراف لاعبينا خارجيا وفي دول متقدمة في كرة القدم لأنهم وبكل اختصار يجدون في سوق الانتقالات المحلية مبالغ أكثر بكثير مما سيأتيهم في حال تلقيهم عروضا من دول أوروبية أو غيرها»، وعن دور وكلاء اللاعبين في المزايدات التي تحدث حاليا بين الأندية قال «لدينا الكثير من وكلاء اللاعبين المسجلين لدينا رسميا في لجنة الاحتراف، ولكن وبكل أمانة قليل جدا من الوكلاء من يملكون الإدراك والفهم والعقلانية، بينما الغالبية منهم بمجرد تجاوزه الاختبار يبدأ مباشرة بالبحث عن الكسب المادي دون النظر في المساهمة في تطوير الاحتراف أو اللاعبين المحترفين، لأن مثل هؤلاء الوكلاء يشعرون أنه كلما زادت قيمة اللاعب فإنه ستزيد نسبته من خلال قيمة عقده وهذه النوعية من الوكلاء قد يكون تأثيرهم كبيرا على اللاعبين مما ينعكس سلبا على سوق الانتقالات وزيادة قيمة عقودهم والضحية في كل الأحوال الأندية التي تعاني ماديا جراء هذه المزايدات.