وصف عضو شرف نادي الاتحاد منير بن عبدالخالق رفة تعليق مشكلات الاتحاد على أعضاء الشرف بالأمر الخاطئ وغير المنصف بعد أن تحول إلى شماعة تعلق عليها الإدارات المختلفة فشلها، مبينا أن نادي الاتحاد أصبح رهينا في السنوات الأخيرة لضعف التمويل، مما قاد إلى ظهور الكثير من الأزمات المالية والإدارية. وطالب رفة في الجزء الأول من حواره المطول ل «عكاظ» بإعادة النظر في دور الهيئة الشرفية الاتحادية بالكامل وإيجاد أساسيات وآليات جديدة تضمن استمرارية الدعم وتدفقه من خلال تفعيل المؤسساتية، مؤكدا أن الوضع السابق قد انتهى إلى غير رجعة، مناديا بضرورة تكريس أهمية الدعم في ظل ندرة الموارد، كمل تطرق للأزمة الأخيرة التي قادت إلى استقالة اللواء محمد بن داخل وعودة النادي إلى مربع عدم الاستقرار. الداعم واحد • دعني أبدأ معك من حيث انتهى الحال في الاتحاد.. كيف تقرأ وضع النادي بشكل عام؟. • الجمعية العمومية وانتخاب أو تزكية رئيس سيناريو سيعيشه نادي الاتحاد طالما غابت المؤسساتية عن الأندية وعاشت في المسلك العشوائي في الاستلام والتسليم بين الإدارات المتعاقبة مع غياب الرقابة وخلل الأنظمة واللوائح، يزيد أوارها الصخب الإعلامي غير المنضبط المبني على الشائعات في ظل غياب المعلومة والشفافية من النادي. • وما هو دور أعضاء الشرف من ذلك كله؟. • المشكلة تكمن في أساسها على مدى قدرة مجلس الإدارة في إدارة النادي والتعامل مع الموارد المحدودة خاصة في نشاط كرة القدم. • ولكن هؤلاء الأعضاء لهم دور هام في التمويل اللازم للنجاح؟. • دعني أصحح، لا يخفى على الجميع أنه على مدى تاريخ نادي الاتحاد ينحصر مصدر التمويل المؤثر في شخصيات محددة، والأمثلة أمامكم في التاريخ الحديث للنادي بدءا من الأمير طلال مرورا بالشيخ إبراهيم أفندي والشيخ عبدالمحسن ومن سبقهم قديما. • هل يعني ذلك عدم وجود فائدة من وجود الهيئة الشرفية؟. • الموضوع لا يحتاج إلى مجاملة بل إلى نظرة واقعية، فالوضع والدور التقليدي أو السابق لأعضاء الشرف يمكن أن نقسمه إلى أعضاء ممولين وأعضاء داعمين وأعضاء مساهمين، فالعضو الممول هو من يقوم بالتمويل الرئيسي لسد احتياجات النادي خاصة نشاط كرة القدم وذكرنا منهم الأمير طلال والأفندي وآل الشيخ، ثم تأتي بعد ذلك الفئة الداعمة وهي فئة دائمة الدعم ولا تغيب عادة عن الساحة تدعم في فك بعض الاختناقات المالية للنشاطات الأخرى بما فيها القدم ولا يزيد عددهم عن 10 أعضاء، ثم تأتي بعد ذلك الفئة المساهمة وهذه الفئة تساهم بموارد مالية محدودة إضافة إلى مساهمتها الفكرية والمهنية والفنية في دعم الهيئة الشرفية والنادي وهي تمثل الأغلبية العظمى من الأعضاء. • هل تعني ضرورة تغيير ما أطلقت عليه الوضع التقليدي للهيئة الشرفية؟. • هو أمر حتمي ومطلوب، فنادي الاتحاد في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص أصبح رهين ضعف التمويل إضافة إلى انفرادية اتخاذ القرار نظرا لغياب بقية الأعضاء المؤثرين، لذا من واجبنا أن نعيد النظر في دور الهيئة الشرفية بالكامل وإيجاد أساسيات ووسائل تضمن استمرارية الدعم والمساهمة . • لكن لماذا نحصر نجاح الإدارات في تحقيق بطولات كرة القدم بالذات؟. • أي إدارة لا بد أن تضع في اعتبارها أن ناديا كالاتحاد له جماهيرية طاغية يجب أن نتعامل معها من منظور واحد فقط هو مدى القدرة على تحقيق بطولة في كرة القدم حتى وإن فشلت في جميع الألعاب، ويجب أن تكون شجاعا لتعترف أنك لو حققت لهم 50 بطولة ثم أخفقت أمام فريق كالأهلى أو الهلال فلن تكون مع ذلك في منأى من الانتقاد أو الشتم والهجوم الإعلامي. • أحدهم كتب قائلا : أليس في النادي رجل كبير، فهل البوصلة بالفعل ضائعة في الاتحاد؟. • واقع الاستقرار الذي تشهده بعض الأندية ولو كان وقتيا وآنيا يجيب عن هذا التساؤل، فطالما كان هناك عضو شرف أو أكثر قادر على التمويل يبقى النادي ولو مرحليا في استقرار، يضاف إلى ذلك أن السلطة داخل تلك الأندية يميل إلى السلطة الفردية المهيمنة، وهذا الوضع ليس في نادي الاتحاد الذي يتميز بطاولة دائرية يتساوى فيها الجميع في الأخذ والرد. رئيس برتبة فارس • من كل هذا الفهم المتعمق كيف ترى مواصفات الرئيس القادم لناد كالاتحاد؟. • أي رئيس لنادي الاتحاد لا بد أن يتحلى بشجاعة وصلابة عنتر بن شداد، ويجب على تلك الشخصية أن تكون قادرة على التعامل مع عدة جهات ساخنة من الشرفيين والجمهور واللاعبين وقلة الموارد والإعلام، المشكلة أن الرئيس الذي يأتي إلى النادي يجد نفسه بعد أن يقع الفأس في الرأس رهين أعباء سابقة وحالية، فإذا لم يكن من ذوي رباطة الجأش فسينتهي من حيث بدأ. • من وجهة نظرك هل ترى أن اللواء الجهني استعجل في تقديم استقالته؟. • توقعت أن يكون أصلب في موقفه هذا، فالنادي ليس غريبا عنه ويجب ألا نحمل أعضاء الشرف سبب تنحيه ولكننى أرى أنه لم يدرس ملف المركز المالي جيدا قبل أن يضع قدمه في ذلك المجهول، إضافة إلى أن التوفيق خانه في اختيار بعض أعضاء مجلس إدارته، أما السبب الأكثر وضوحا وهو نتائج فريق كرة القدم حيث لعب الإحلال والتخلص من بعض اللاعبين دورا في التدهور المؤقت في نتائج الفريق إلا أنه في المستقبل سيشكر له الكثيرون تلك الخطوة الجريئة التي لم يقم بها من سبقوه. لغز الانسحاب • لكن بم تفسر انسحاب عيد الجهني المفاجئ؟. • هذا يعود أيضا إلى غياب المؤسساتية، المفترض أن يأتي رئيس النادي ويجد أنظمة قائمة بوضوح وشفافية في المراكز المالية، وإذا وجد نفسه مكبلا طلب المساعدة فهل كان موفقا عند طلب المساعدة من عيد، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا نعلم الأسباب التي تكمن وراء انسحابه وذلك لغياب المعلومة والشفافية على الجمهور. • هل هناك ناد بعينه ترى أنه يطبق ولو إلى حد ما المؤسساتية في الإدارة؟. • لا أظن أن هناك ناديا بعينه لكن هناك نوعا من الاستقرار الإداري الناتج عن وجود إدارة متمرسة تتمتع بدعم إداري وتمويلي مما يطيل من مدة بقاء الرئيس وليس مجلس الإدارة وهو أمر ظاهر في حالة كون الرئيس لديه قدرة مالية كبيرة على تمويل النادي في فترة رئاسته حتى في حالة ابتعاد أعضاء الشرف. • هل توافقني على أن وجود داعمين مثلا يسهم في حصول الاستقرار؟. • على وضعنا الحالي وعلى الطريقة التقليدية ذلك صحيح، ولذلك تجد الأندية المتميزة أن الممول مستمر مع النادي لفترة طويلة. والإدارة نفسها مستقرة، والقرار يميل إلى الفردية إلا أن ذلك سينهار لو انسحب الممول. • انسحاب العضو الداعم ظل لغزا فما الذي دعاه إلى ذلك؟. • لم ينسحب بل توقف وبموجب معلومة وصلت مسبقا لرئاسة النادي منه، وبحسب معلوماتي المؤكدة فإنه حدد تاريخا معينا لهذا التوقف مبكرا وحقيقة قدم الداعم الكثير للاتحاد وكان علامة مميزة في تاريخ الاتحاد خلال السنوات الماضية وحتى اليوم. ملايين مهدرة • هل ترى أن كل هذا الدعم لم يستثمره الاتحاديون جيدا؟. • لو حسبنا ما دفعه أعضاء الشرف الممولون في السنوات العشر الماضية لفاق 800 مليون تقريبا، فلو استثمرنا منها 500 مليون لبناء ملعب للاتحاد كنا سنسترد ما يقرب من 25 % من قيمته بعقد بيع أسهم الملعب ناهيك عن المداخيل الأخرى بل كنا سنسترجع قيمته كاملا في سنوات قليلة ولكن أين الفكر الاستثماري من الممول ومن مجلس الإدارة. • بالنسبة لك لماذا لا ترشح نفسك لرئاسة النادي وأنت على علم بوضعه المالي؟. • الاتحاد أكبر مني فهو يحتاج قدرة مالية وصبرا ورباطة جأش ومن يرشح نفسه رئيسا ينبغي أن تكون لديه قدرة مالية على تخطي المشكلات الطارئة والتي تنحصر بين مليون إلى خمسة ملايين وبعد ذلك فالعبء ينتقل إلى عضو الشرف الممول إضافة إلى قدرة إدارية ومجلس إدارة متفاهم وصاحب خبرة. • شخص في مكانة إبراهيم أفندي لماذا غاب عن الاتحاد؟. • ظل يدعم أكثر من 20 عاما وحفظ توازن النادي طيلة تلك الفترة وكان غيابه عن الساحة بسبب أنه هوجم بضراوة وترك الساحة بعد الإساءة إليه. • وهل ذلك يعني أن الأفندي لن يعود؟. • الواضح لي ذلك وإن كان في جلساته دائم السؤال عن أحوال النادي كما أن الكثيرين ما زالوا يأخذون برأيه. رفض المسعود • الذي أعلمه أنك كلفت بالمشاركة في لجنة لتقصي الحقائق قبل مواسم، ما نتائجها؟. • النتائج موجودة في التقرير وتم إرساله إلى الرئاسة أوضحنا فيه ما وجدناه على الواقع ومدى مطابقته للائحة ولكن لم نعط أي توصية وتركنا الأمر للرئاسة لاتخاذ ما تراه من قرارات. • أحدهم طالب بعودة أحمد مسعود لرئاسة النادي لإنقاذه مما هو فيه، فكيف تعلق؟. • أحمد مسعود اشترط لعودته عودة كامل مجلس الإدارة السابق إلا أنه لم يوفق في إقناع عدد منهم بالعودة فاعتبر الأمر منتهيا. • في رأيك كيف يخرج الاتحاد من أزمته الحالية؟. • بمجلس إدارة قوي وسليم وقادر على تخطي مشكلة التمويل. الهجوم على منصور • منصور البلوي كان يتعرض إلى هجوم من البعض، والبعض الآخر أصبح الآن ينادي به لإنقاذ النادي كما يقولون، هل كان على حق ووجد الإجحاف من المنتقدين؟. • لا أتحدث عن رأي الآخرين ولكن أتحدث عن نفسي فقد اختلفت معه في الإجراءات المالية القائمة في ذلك الوقت وهو شخص لا يمكن مسح تاريخه أو التكلم فيه، ومن هاجموا منصور هاجموا إبراهيم أفندي وأحمد مسعود وخالد مرزوقي فعملية الهجوم ليست قاصرة عليه فقط. • ألا يوجد حل عملي لتوسيع مشاركة الجمهور في دعم النادي؟. • توسيع قاعدة العضو العامل ستحل مشكلة التمويل في النادي مائة بالمائة، فعضوية العامل وقدرها 240 ريالا لمائة ألف عضو ستدر على خزينة النادي 24 مليون ريال إلا أن ذلك يتطلب تعاون الأندية مع رعاية الشباب لوضع آلية سريعة للمشاركة في الانتخابات عن طريق الشبكات العنكبوتية.