بعد ضجيج الأحداث عربيا وعالميا لم تعد مسألة تحقيق التنمية أمرا سهلا يستهان به في تنمية الإنسان وتحقيق متطلباته فالأزمة في سوريا انطلقت من حق العيش الكريم وتبعتها أزمات وأحداث وانتشرت مساندة لها قنوات ووسائل اتصال أصبحت تشكل خطرا في جانبين أولهما إنها مفتوحة للعالم والجاهل فاختلط الحابل بالنابل، وثانية أنها أصبحت مرآة للمجتمعات وانطباعات الأشخاص وبين هذا وذلك أصبح الأمر يتطلب فكرا نيرا يواكب هذه الموجة يرسخ الحقوق وينشر مفاهيمها ومدولاتها ويبرز الايجابيات ويسبب للإخفاقات فكل أمر من أمور حياتنا له وجهان، وأحيانا 6 أوجه كما هو معروف بالقباعات الست. إن الدور الحقيقي الذي بات ملزما غير الوفاء بمتطلبات التنمية وتحقيق الحقوق هو التثقيف والتدريب على حقوق الإنسان لأنهما الطريق لصيانة الحقوق وإشعار الآخرين بحقوق الناس وهذا الأمر لن يتحقق إلا عندما نستشعر مبادئ شريعتنا الغراء التي رسخت الحقوق وحذرت من انتهاكها والإساءة للإنسان والأدلة كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه، لكن لترسيخ هذه الحقوق يجب تنشيط القيم والمبادئ التي تعلمناها لاسيما في نفوس النشء الجديد في ظل التغيرات الثقافية والأخلاقية التي سادت المجتمع وأسفرت عن مناظر وشواهد لا يمكن تصديق تواجدها بيننا في مجتمع إسلامي ينظر العالم إليه نظرة مختلفة لأنه مهبط الوحي ومنطلق الرسالة التي كرمت الإنسان وصانت حقوقه. إن الصور التي بدأت تطفوا على السطح الاجتماعي كثيرة، والغزو الفكري الذي يتعرض له النشء بات هو المتحكم والذي يطلق أحكامه التي تهدد قيم المجتمع وعاداته وتقاليده التي تعد كما يصفها علماء الاجتماع أدوات ضبط اجتماعي هدفها صيانة المجتمع وتقدمه وتطوره جنبا إلى جنب مع الإيمان بان على الإنسان أيا كان موقعه الاجتماعي أن يؤدي الأمانة فهو راعٍ وكل راع مسؤول عن ما أتمن عليه، وعندما يؤدي الجميع الأمانة تترسخ الحقوق، وهذا أمر لا يتحقق إلا التدريب والتثقيف فالتذكير يعد من أهم العوامل التي تدفع الناس إلى بدء مرحلة جديدة في محطات حياتهم وتعاملهم مع الآخرين، قال تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.