ليس صراعا سياسيا، بل هو صراع من نوع آخر، تشتد قواه في كل عام، حيث يغزو مساكننا بكل أريحية فلا يجعلنا نتعامل معه إلا باستسلام ورضى وقبول.. إنها معركة الدراما والمسلسلات الرمضانية.. فالآن ونحن على مشارف الشهر الفضيل ينتظرنا جدول مزدحم وعدد هائل من المسلسلات، وكل واحد منها ينافس الآخر حتى يحظى بمتابعة المشاهد العربي ليقف البعض بعد ذلك للأسف الشديد في حيرة قد تحيله إلى ما هو أهم. فبدلا من أن نجهز العدة والعتاد لجدولة أوقاتنا باغتنام هذا الشهر الكريم تجدنا نرغب بعض الشيء على تغيير مواعيدنا لمتابعة أكبر عدد من هذه المسلسلات. فنجد أنفسنا وقد انتهى الشهر الفضيل خاسرون.. محبطون.. لم نغتنمه بالشكل الصحيح وخرجنا وأيادينا صفراء تنقصنا الكثير من الحسنات.. إن هذا الشهر الكريم مختلف عن جميع الشهور.. وإذا لم نتجه فيه مباشرة للعبادة واغتنام الفرصة التي أعدها الله سبحانه لنا.. فبالتأكيد لن نكون من المفلحين.. المغفور لهم بإذن الله.. علينا إعادة حساباتنا والتفكير جيدا فيما ينفعنا في ديننا ودنيانا..