يجمع المشاركون في برلمان الشباب حول العمل الموسمي أثناء الإجازة الصيفية، على أن إتاحة الفرصة أمام الشباب للعمل الموسمي من شأنها صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم وإكسابهم الخبرات في مستقبل حياتهم العملية. ويرى كثيرون أن في العمل الموسمي استثمارا أمثل لطاقاتهم المخزونة والكامنة، وبديلا مطروحا بعيدا عن البرامج والأنشطة الصيفية التقليدية في السفر والسياحة والترفيه والمهرجانات والمسابقات أو التسكع في الكورنيش والأسواق التجارية والمولات والتفحيط والبطالة والجلوس لساعات طوال أمام الشاشات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والهواتف الذكية. وقد جاءت مداولات الشباب حول العمل الموسمي أثناء الإجازة الصيفية على النحو التالي: • خالد مقبول: بعض الشباب والفتيات لديهم الدافع والرغبة في استثمار أمثل لإجازاتهم خاصة الإجازات الطويلة كالإجازة الصيفية، فيتجهون إلى العمل الموسمي وبعضهم ينخرط في برامج تدريبية وتطويرية.. كيف ترون ذلك؟ • إبراهيم السمحان (خبير التنمية البشرية): الحقيقة أن جل الشباب لديهم رغبة كبيرة في استثمار الوقت لكنهم يجهلون السبيل الى ذلك. • محمد المطبقاني: أتمنى من الجميع قبل أن تبدأ الاجازة الصيفية أن يضع الشاب لنفسه هدفا ويبدأ يعمل عليه ويرى في نهاية الاجازة ما إذا وصل إلى هذا الهدف أم لا. ولا شك أن العمل الموسمي يعد فرصة ثمينة للشاب لتطوير قدراته ومهاراته من ناحية استغلال الوقت، وفائدة معنوية من المهارات التي يمكن أن يكتسبها وفائدة مادية أيضا من ناحية المكافأة أو الراتب الذي يحصل عليه. مساهمة القطاع الخاص • محمد الشهراني: أنا أنظر للمسألة من الناحية الاجتماعية ومن ناحية توجه القطاع الخاص بشكل معين، فمن الناحية الاجتماعية هناك عدم تنظيم لهذه المسألة مع بداية كل إجازة، ومن الصعب على أي شاب عمل جدول أو ايجاد وسيلة معينة يستطيع من خلالها أن يحقق شيئا مما يرغب فيه نظرا لعدم وجود الآليات والإمكانيات أو الأماكن التي تحتضن هذا الشاب في فترة الإجازة الصيفية، فتجد مثلا أن لكل أسرة ارتباطاتها فمن الصعب أن تجد برنامجا في منطقة الرياض وتستطيع أن تجده في جدة والمنطقة الشرقية والجنوبية.. هنا يكون من الصعب على الشاب أن يحدد مسارا معينا يستطيع من خلاله أن يحقق أهدافه. وبالنسبة للقطاع الخاص أجد أنه مقصر إلى حد كبير في تقديم الفرصة للشباب وإتاحة المجال لهم للعمل الموسمي، هذا بشكل عام سواء على مستوى المؤسسات البسيطة أو على مستوى الشركات الكبرى. صحيح أن هناك جهودا تبذل في هذا الصدد من قبل بعض الجهات مثل وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية والغرف التجارية ولكنها ما تزال دون المأمول. دورات تدريبية • ثاني الأحمد (رئيس شعبة البرامج التشغيلية في الغرفة التجارية): فلنتحدث أولا عن التدريب في الغرفة التجارية حيث قدمت الغرفة دورات كثيرة في مجال التدريب للشباب، ولكن هناك مشكلة أساسية تواجهنا في التدريب، وتتمثل في المفاهيم الخاطئة أو التعامل الخاطئ مع التدريب من قبل كثير من الشباب، إذ تجد شابا لديه الرغبة في التدريب ولكن لا يعرف ما هية الدورة، وماذا ستضيف له، وماهو العائد منها. أعتقد لو أنه حرص على اختيار الدورات المناسبة التي تتلاءم مع أهدافه وتوجهه، لكانت الفائدة بالتأكيد كبيرة وبالتالي استثمار الإجازة الاستثمار الأفضل، الجانب الآخر الأسرة من حيث الارتباطات والعلاقات والمشاغل الأسرية. برامج عملية موسمية • خالد العقيل: أرى فترة الصيفي فرصة للشباب بعد دراسة وتعب وجهد ويمكن استثمارها في تطوير الذات، وأغلب الشباب ليست لديهم ميزانية أو مقدرة على السفر كحالي، وليس هناك ما يمنعه من العمل واستثمار الإجازة سواء في المجال الرياضي أو العلمي، وأرى أن يتم الاهتمام أكثر باستقطاب وتوجيه الشباب إلى برامج عملية موسمية أو برامج تطويرية تعود عليهم بالفائدة وتنمي مداركهم وتوسع آفاقهم وتجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع الحياة. • فيصل الشهري: ربما هناك فئة قليلة من الشباب الذين يهتمون بالانخراط في العمل الموسمي أو البرامج التطويرية والسبب يكمن في ضعف التوعية والاهتماهم اكثر بالترفيه والتسلية. كافيهات وتحلية ومولات • أريج الجبيلة: أحب أن أنوه إلى أنني خريجة ثانوية وسجلت في الموارد البشرية وقبلوني وجاءتني مكالمة من الجهة التدريبية قالوا إنني خريجة ثانوي وبالتالي لم أقبل، وأرى أنه ليس شرطا أن أكون طالبة حتى أقبل في العمل الموسمي أو البرامج التدريبية في الشركات، حتى الخريجون لهم الحق في ذلك، ألسنا شبابا، يفترض أن تحدد فئة عمرية معينة، وبالنسبة لاختياري الثاني في ما يتعلق بالاجازة الصيفية فهو السفر والاستجمام، والخيار الذي تليه أعمال تطوعية ولكن ليست لها دعاية وإعلان، وبالتالي لا نعرف عنها شيئا، فلا بد أن يعلن عنها في المدارس والجامعات حتى نكون على علم بها بدلا من مضيعة الوقت في الكافيهات والتحلية والمولات فهذا الذي يفعله الكثيرون بكل صراحة. السفر والاستجمام • مرام سلطان: الكثير من الشباب من الجنسين لا شك يفضلون السفر والاستجمام في الاجازة اذا سمحت لهم الظروف بذلك، خاصة بعد سنة من الدراسة والاختبارات، ولكن العمل في الصيف لا شك أنه فرصة ممتازة يكتسب منها الشاب أو الفتاة مهارات وخبرات وتجارب جيدة، تضيف له الكثير من الفائدة وتنمي علاقاته، وكثير من الشباب لديه هذه الرغبة ولكن لم يجدوا الوسيلة المناسبة لها، والبعض منهم لديه طاقات كامنة وقدرات مميزة وإبداعات ملفتة لم تستثمر أو لم توجه التوجيه الأمثل. هذه الأعمال الصيفية والبرامج التطويرية والمساهمات التطوعية موجودة ولكن يغيب عنها الضوء الإعلامي، فكيف أعرف عنها وعن وجودها وبالتالي الاشتراك فيها. غياب الدور الإعلامي إن الإعلام هو الأداة القوية والمحركة لهذه الأنشطة والأعمال، فكيف تطلبون من هؤلاء الطلاب ومن هؤلاء الشباب والفتيات الانخراط فيها وليست لديهم أدنى فكرة عنها، إذن لا بد للإعلام من تسليط الضوء عليها وتعريف الشباب بها، والعمل على إشراك الفتيات والشباب في اختيار الأنشطة التي يرغبون فيها. التدريب على رأس العمل • وحيد علي آل عياش: كطالب جامعي (تخصص صحي)، كنت خلال السنتين الماضيتين أقدم على الغرفة التجارية للعمل أو التدرب في أي مستشفى لتطوير قدراتي ومهاراتي، وآخرون تخصصهم قانون وإدارة أعمال يتطلعون للعمل في أية شركة للأسباب نفسها لاكتساب بعض الخبرات أو المفاهيم أو التجارب العملية، ولكن لا يجدون سوى المكافأة وأحيانا بدون دوام. لقد أحالوني بعيدا جدا عن مجالي في شركة تقنية معلومات في مجال المقاولات وأنا تخصصي صحي في وقت يفترض فيه أن يكون هناك اهتمام كبير بالعمل الموسمي والتشجيع عليه والتوسع فيه باعتباره تدريبا على رأس العمل يكتسب الشاب من خلاله خبرات ومهارات تغطي لديه العجز الذي يفاجأ به بعد تخرجه من الجامعة أو الكلية. الإنترنت والمنتديات • أميرة العسيري: أتمنى أن ينشروا أكثر في الانترنت من خلال المنتديات لأن لدى الشباب وقتا كبيرا في الصيف وبإمكانهم الاطلاع عليها على هذه الأنشطة والبرامج بدلا من جلوسهم عاطلين في البيوت. حوافز • خالد: أرى المكافآت حافزا لنا للعمل بما يعود علينا بالنفع والفائدة. دمج الترفيه مع التطوير • أشواق السديس: أتوقع دمج الترفيه مع التطوير لأن شبابنا بطبعه ملول بما يعطي نتيجة أفضل إن شاء الله. • تركي خالد حامد: أنا أرى بعض الدورات التي نأخذ عليها شهادات ومنها العمل الصيفي كتدريب على رأس العمل لا تعترف بها الكثير من الشركات. • أنور السمحان: أرى أن الحافز يكمن في الشخص ذاته، ومتى ما تعلق قلبه بأمر، فهو يستطيع تحقيقه. المسؤولية الاجتماعية • سديري العقيلي (قطاع خاص): القطاع الخاص بعيد كل البعد عن تحمل مسؤولياته تجاه المجتمع والشباب بشكل خاص. ولا بد للقطاع الخاص أن يعيد النظر في ترتيب المكاسب وحسابات الربح والخسارة، ذلك أن المسؤولية الاجتماعية مكسب حقيقي وشراكة حقيقية مع المجتمع وليست مكاسب مادية فقط. • نايف محمد شلوي: نحن نفتقر لشيء من التنظيم من الشركات وبعض الشباب. • منى عبدالرحمن الشهري: بالنسبة لدورات تطوير الذات، هذه تعتمد في الأساس على ميول الشخص نفسه. • أريج الجبيلة: كثير من الشباب تائه نتيجة ازدواجية غريبة، فهو مدلل في أسرته إن صح التعبير، كل طلباته مجابة، تربيته تقوم على الدلال وتلبية الطلبات، يريد سيارة يشترون له سيارة، يريد أن يدرس في مدرسة أهلية يلحقونه بها، في المقابل يجد الإحباط من المجتمع المحيط، فليس هناك تشجيع على الابداع ولا مساعدة في تقوية الثقة بالنفس، ودائما ما نسمع «انت ما تقدر وأنت ما تعمل وأنت وأنت... إلخ»، ثقة الشباب في نفسه معدومة والسبب الأسرة أولا ثم المجتمع ثانيا، ومثال ذلك لو أن امرأة سعودية مسنة أو لا تبصر تريد أن تعبر الشارع، وجاء شاب سعودي يريد أن يساعدها، تقول له «أنت تعاكس!» وهذا أوضح مثال على تحطيم الشاب السعودي. • أميرة: نحن لا نظلم الشباب، ففيهم إن شاء الله الخير والبركة، إلا أن هناك بعض الشباب ليسوا على قدر المسؤولية، (المفحطون أقرب مثال)، والشابات يردن التطوع ولكن لا يستطعن إليه سبيلا بسبب المجتمع. • أريج الجبيلة: أتمنى أن تكون رعاية الشباب ليست للرياضة فقط ولكن لجميع شؤون الشباب بنين وبنات وأمورهم رياضية وفنية واجتماعية ثقافية وفكرية وحتى نفسية، وبالتالي احتواؤهم وعمل وضع برامج لهم سواء في العمل الموسمي أو غيره. • ثاني الأحمد: الغرفة التجارية ليست لها سلطة أو صلاحية على الشركات بالنسبة لتحويل الشباب للعمل لديهم، ولكن أصبح هناك تنظيم أفضل في هذا العام تمثل في أن يتولى صندوق الموارد البشرية توظيف الشباب في الصيف، وبالتالي لديه سلطة أفضل على الشركات والمؤسسات ونحن في الغرف التجارية نعمل على دعم كل مجهود أو مشروع فيه منفعة للوطن. • خالد مقبول: ما المحفز للشباب والفتيات للعمل أو الانخراط في برامج تطوير الذات في الصيف؟ • خالد العقيل: المحفزات في تصوري المكافآت، وأن يكون البرنامج قادرا على جذب الشباب وأن يكون نافعا ومفيدا، ومن المحفزات أيضا اعتماد التدريب على رأس العمل أو العمل الموسمي أو الصيفي. • أميرة: محتاجون الى برامج تثقيفية للوالدين والأسرة لمساعدتهم على تكوين أبناء من الجنسين لديهم الشعور بالمسؤولية.