ارتفعت وتيرة المفاوضات في بورصة الانتقالات العالمية بعد ساعات فقط من انقضاء بطولة كأس الأمم الأوروبية التي توج بها المنتخب الإسباني أخيرا، ويبدو أن عددا من الأسماء التي أثبتت حضورها في المسابقة رفعت من أسهمها كثيرا وباتت هدفا مهما لكبار الأندية العالمية وأثراها، ويأتي في مقدمة هؤلاء نجوم الماتادور والأزوري والمانشافت بطبيعة الحال إضافة إلى آخرين من الذين قد تدر على كثير من أنديتهم أرباحا خيالية، بينهم دافيد سيلفا وهولمز وبالوتيللي، بينما لا زال بريق عدد من الأسماء حاضرا بقوة رغم غيابها عن هذه البطولة الكبرى نتيجة الإصابات مثل ديفيد فيا أو ممن لم يقدموا مع منتخباتهم مستويات مميزة بينهم الكرواتي ماندزوكيتش والسويدي إبراهيموفيتش. كلاسيكو المفاوضات يسير بطل الليغا بخطى ثابتة في سبيل تعزيز دكته الموسم المقبل ويجري حاليا عدة مفاوضات لصفقات بعينها، فبينما لم يحسم أمر تعاقده مع صفقة كبيرة منذ الفرنسي كريم بن زيمة شرع في البحث عن تصريف عدد من لاعبي الدكة واستثمارهم ماليا بالبيع أو الإعارة، أو استبدالها بأسماء مميزة كانت ضمن دائرة اهتماماته منذ فترة ومن بينها الإسباني ديفيد سيلفا نجم المانشستر سيتي، والذي أصبح محط اهتمام عدة أندية على رأسها النادي الملكي الذي فاوض إدارة ناديه أكثر من مرة بحسب تأكيدات مصادر قريبة من الطرفين، ورغم أن صحيفة «ماركا» الإسبانية قد أكدت أنهما وصلا لاتفاق مبدئي يقضي بانتقاله بشراء العقد، إلا أن ربط الميرنجي إتمام الصفقة ببيع عقد كاكا قد يضعف حظوظه نتيجة المبلغ المرصود إلا إذا ما تمت مقايضته مع بعض الامتيازات المالية. وبينما ينشغل بطل الدوري الإسباني بصفقة سيلفا، يواصل النادي الكاتالوني تعزيز دكته بعدة أسماء، حيث من المنتظر أن يدفع بكل ثقله للتعاقد مع المدافع الألماني الشاب ماتس هولمز نجم نهائيات أوروبا، وسط منافسة مع يوفنتوس الذي عزز رغبته بمقايضته بلاعب إلى جانب المبلغ، بعد أن حسم أمر انتقال أحد أهم نجوم البطولة الأوروبية لاعب فالنسيا جوردي البا في صفقة رابحة وبمقابل 14 مليون يورو، ويلعب البا في خانة الظهير الأيسر وعمره لم يتجاوز 23 عاما، وفي ذات الوقت رفض ساندرو روسيل رئيس النادي عرضا خياليا من باريس سان جيرمان الفرنسي للتخلي عن مهاجمه ديفيد فيا رغم الإغراءات المادية، فيما أعلن أن لاعب الوسط كيتا قرر ترك الفريق بعد انتهاء عقده الذي استمر أربعة مواسم. تصريف وتجميع في إيطاليا شرعت الأندية الكبيرة في إعادة تنظيم صفوفها وبدا الصراع محموما بينها على عدة صفقات، فالميلان الذي أراد تغيير جلده بعد أن فقد الدوري الموسم الماضي يدخل في سباق الزمن مع بطل الكالشيو يوفنتوس لترتيب الصفوف، وسعى لوضع حد لعلاقته ببعض النجوم العتقى الذين ظلوا معه لفترة طويلة وعلى رأسهم الهولندي سيدورف الذي غادر أسوار الفريق إلى البرازيل بعد مدة طويلة قضاها في النادي، بينما ظفر ببعض الصفقات التي دعم بها صفوفه الأمامية ووقع كل من فرانشسكو أتشيربي من ستيفان الشعراوي وكيفين كونستانت والبرازيلي جابرييل فيريرا، ويسعى بحسب مصادر في الظفر بخدمات لاعب الريال لاسانا الذي أوشك على إنهاء علاقته بناديه السابق بحسب ما صرح به مسئولون في الميرنجي، ونفى أدريانو غالياني نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي لكرة القدم، أن يكون فريقه مهتما باستعادة صانع الألعاب البرازيلي ريكاردو كاكا بعد رواج أنباء عن الاستغناء عن الغاني كيفين برينس بواتنغ، وتواصلت العروض من الأندية المهتمة بالنجم تياغو سيلفا رغم رفض الإدارة كل العروض وقرار الإبقاء عليه رغم رغبة باريس سان جيرمان في ضمه، ووجد هذا القرار ترحيبا كبيرا من لاعبي الفريق الذين راهنوا على أن تعزيز الصفوف بالصفقات الأخيرة زاد من رغبتهم في تقديم موسم استثنائي والعودة بقوة لجادة البطولات. في المقابل دخل نادي السيدة العجوز بكل ثقله في عدة مفاوضات لحسم عدد من الملفات التي وضعها منذ فترة لتدعيم صفوفه بمجموعة من اللاعبين وحسم بينها رسميا حتى الآن صفقتين بتوقيعه مع نجم هجوم بارما سيبستيان جيوفينكو ولاعب بريشيا عمر القادوري، بينما يواصل مفاوضاته مع الألماني هولمز وسط منافسة مع برشلونة الإسباني بينما أصبح المدافع البرازيلي لوسيو على بعد خطوات من الانضمام للسيدة العجوز بعد أن فسخ عقده الممتد لثلاثة أعوام مع إنتر ميلان ووصول المفاوضات معه إلى مراحلها الأخيرة، ومن المرجح أن يوقع عقدا يمتد لموسمين مقابل مليوني يورو. أما الإنتر الذي فشل في الإبقاء على عدد من لاعبيه لكنه نجح في إبرام صفقتين رسميتين حتى الآن الأولى مع مهاجم جنوى الإيطالي الأرجنتيني الدولي رودريجو بالاسيو براتب سنوي في إنتر يبلغ ضعف ما كان يتقاضاه ومقابل مادي يصل لعشرة ملايين يورو، والثانية مع نجم نابولي غوران بانديف. هدوء الإنجليز رغم سخونة المنافسة في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي لا يظهر أن ذلك انعكس على بورصة الانتقالات في أندية البريمرليغ، فمازال البطل المانستي يطبخ صفقاته بهدوء، إذ تشبث بنجومه الكبار ولم يساوم عليهم رغم تهافت العروض عليه، ورغم أنه حتى اللحظة لم يحسم رسميا أيا من الصفقات إلا أن أنباء شبه مؤكدة ذكرت أنه بصدد تقديم عرض ضخم لضم مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني الكولومبي راداميل فالكاو، في مقابل ترحيل أربعة من مهاجميه الذين لم يعد لهم مكان في القائمة الأساسية بينهم الأرجنتيني كارلوس تيفيز والبوسني إدين دجيكو والتوجولي إيمانويل اديبايور والباراجواني روكي سانتا كروز، فيما سيعوض بقيمتهم بمهاجمين منهما فالكاو حيث سيجاور بالوتيللي وأغويرو في الوقت الذي ذكرت فيه صحف بريطانية أن بطل الدوري الإنجليزي الممتاز يجهز عرضا سريا يتضمن راتبا أسبوعيا قدره 250 ألف جنيه استرليني لنجم الآرسنال فان بيرسي. أما غريمه اللدود المانيونايتد فهو الآخر يطبخ بهدوء صفقاته الجديدة بعد أن أتم التعاقد مع صانع الألعاب الياباني شينجي كاجاوا من بوروسيا دورتموند الألماني والذي أوصى به فيرجسون، ونجح في تجديد عقود عدد من لاعبيه المهمين، فيما يدرس عدة عروض لمجموعة من نجومه يتقدمهم واين روني الذي يبحث سان جيرمان عن فرصة للتوقيع معه وبمبلغ فلكي، بينما دخل طرفا في الصراع على ضم نجم وسط المنتخب البرتغالي ونادي بورتو جواو موتينيو الذي قدم مستويات رائعة في يورو 2012 برفقة المنتخب البرتغالي. بعيدا عن قطبي مانشستر تواصل أندية تشيلسي وليفربول وأرسنال ترميم صفوفها حيث تأمل في أن تسجل حضورا قويا بعد الخيبات التي تعرضت لها الموسم الماضي محليا، فيما يأمل بطل أوروبا النادي الأزرق في فرض هيبته محليا من خلال إعادة ترتيب صفوفه سيما بعد موجة التغييرات التي طالته. تنشد كتيبة البلوز تجديد الدماء وصناعة فريق مختلف على غرار السيتيزن بعد رحيل عدد من النجوم الكبار عن الفريق، فبعد أن طوى العاجي دروجبا علاقته بهم تبعه الإيفواري سالومون كالو والبرتغالي جوزيه بوسينجو بعد انتهاء عقديهما، حيث شاركوا في قيادته نحو الفوز على بايرن ميونيخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولم يوقع أي صفقة رسمية حتى الآن إلا مع لاعب الوسط البلجيكي ايدين هازارد الذي لعب لفريق ليل الفرنسي منذ 2005. أما الآرسنال فكان أكثر الأندية الإنجليزية نشاطا بثلاث صفقات معلنة حتى الآن مع ثلاثي الهجوم أوليفير جيرو ولوكاس بودولسكي وريو ميايتشي، ورغم قلق أنصار الفريق على فكرة التفريط بالنجم الهولندي روبن فان بيرسي وكيف يتعامل أرسين فينجر مدرب آرسنال مع هذه الوفرة، وهل سيلجأ للعب بثلاثة مهاجمين، إلا أن حالة من الرضى على الصفقات التي تمت شرط عدم التفريط بهداف الدوري الإنجليزي برصيد 30 هدفا في الموسم الماضي بيرسي المنضم لآرسنال في 2004، والذي لطالما قال إنه لن يفكر أبدا في اللعب لناد إنجليزي آخر لكن رغبة سيتي وعرض اليوفي في حال تجددت قد تغير كثيرا من قناعاته. أما ليفربول فهو حتى الآن أقل حضورا على مستوى الأندية الأوروبية إذا ما زال يعاني خيبة الموسم الماضي ويبحث عن تعزيز جهازه الفني الجديد ولم يبرم حتى الآن صفقة بشكل رسمي. تغيير سان جيرمان يبحث نادي باريس سان جيرمان وصيف الدوري الفرنسي لكرة القدم عن تعزيز صفوفه هذا الموسم بمجموعة من الصفقات كان آخرها إعلان تعاقده مع الأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي مهاجم نابولي الإيطالي لمدة أربعة أعوام في صفقة قدرت قيمتها بنحو 30 مليون يورو من ضمنها المكافآت، وهو أول لاعب ينضم إلى فريق العاصمة في الموسم الجديد، حيث يجري الفريق مفاوضات على نطاق واسع ودخل ضمن دائرة المهتمين بالتوقيع مع اللاعبين الإنجليزي واين روني والهولندي فان بيرسي، وقد ينجح في إبرام أي من هذه الصفقات المميزة بعد أن رصد القطريون الذين يمتلكون النادي مبالغ ماليا ضخمة لصناعة فريق مختلف. هجرة المخضرمين شهدت الفترة الحالية رحيل أكثر من نجم جماهيري إلى خارج القارة العجوز وباتت بعيدة عن ميادين أنديتها، واختطفت قارة آسيا مجددا اهتمام بعض اللاعبين الكبار الذين فضلوا تعزيز رصيدهم بالأموال الآسيوية حيث أضحت محطة أخيرة لعدد من النجوم، على رأسهم العاجي ديديه دروجبا الذي انتقل إلى نادي شانغهاي الصيني في صفقة كبيرة احتفى بها الصينيون ليكون إلى جوار زميله السابق نيكولا أنيلكا. بينما انضم النجم المميز فريدريك كانوتيه إلى نادي بكين جوان منتقلا من نادي إشبيلية الذي كان يلعب له بعد سبعة أعوام ناجحة في إسبانيا، وموسم مميز في توتنهام وويست هام يونايتد في إنجلترا، وبذلك يلتحق بدروجبا مهاجم ساحل العاج ونيكولا أنيلكا، بينما أعلن نادي داليان الصيني عن تعاقده مع المالي سيدو كيتا لاعب فريق برشلونة السابق، بعقد مدته 4 أعوام في صفقة تعزز الرغبة الصينية بصناعة دوري مختلف لخطف بريق الأضواء من بقية الدوريات الآسيوية، إذ يبدو أن آخرين قد ينضمون لاحقا بينهم ياكوبو إيغيبيني مهاجم منتخب نيجيريا وفريق بلاكبيرن روفرز الإنجليزي. فيما شكل رحيل الإسباني وقائد ريال مدريد السابق راؤول غونزاليس إلى الشرق الأوسط صدمة للأوروبيين سيما أنصار شالكة بعد موسم مميز، حيث فضل غونزاليس إنهاء مسيرته الكروية في نادي السد القطري الذي وقع معه أخيرا، ويرجح أن يخوض لاعبون آخرون التجربة ذاتها في القارة الآسيوية حيث رجحت أنباء عودة ديلبييرو الذي أعلن اعتزاله مؤخرا للعب في ناد آسيوي فيما تعززت الشكوك بانضمام قائد منتخب إيطاليا بيرلو لناد صيني. وبعيدا عن ذلك فضل الهولندي سيدورف الرحيل إلى البرازيلي حيث اختار إنهاء مشواره الرياضي حيث مسقط رأس زوجته بعد نهاية عقده من نادي ميلان الإيطالي،.