يعاني المستهلك السعودي في المواسم والأعياد من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وخاصة التي يحتاجها خلال هذه المناسبات، فمثلا قبل شهر رمضان ترتفع أسعار المواد والأغذية المستهلكة خلال رمضان 30 في المئة تقريبا. هذا بالإضافة لارتفاع مؤشر الرقم القياسي للمعيشة في المملكة بنسبة 5.1 في المئة مقارنة بالعام الماضي لنفس الفترة الحالية، ومثله قبل المدرسة وقبل الحج، أما أيام الإجازات فترتفع أسعار التذاكر والفنادق، ويستمر مسلسل استنزاف دخل الفرد إلى ما لا نهاية. بينما في الدول الغربية هناك ظاهرة عكسية ففي مواسم الأعياد والإجازات تنخفض أسعار المنتجات والسلع والخدمات تحفيزا ومساعدة للمستهلك لتمكينه من شراء المنتجات الخاصة بالمناسبة والاستمتاع بها بدون عبىء زيادة التكاليف. ففي موسم الاجازات يتم تقديم عروض اقتصادية للسفر والسياحة وتنخفض أسعار الملابس الصيفية وكل شيء ينخفض سعره قبل عيد الكريسماس، وقبل المدارس تنخفض أسعار الحقائب المدرسية وتوابعها، وخلال الاحتفال بعيد الاستقلال والمشابه لليوم الوطني لدينا تشتعل جميع الأسواق والمحلات بالتخفيضات الهائلة احتفالا بالمناسبة ما يجعل الشعب في حالة فرح وانتظار لهذا اليوم للقيام بالمشتروات لكل ما يحتاجونه. بينما في أسواقنا تتم التخفيضات بعد انتهاء المناسبة عندما تنعدم الحاجة لهذا المنتجات، ومن وجهة نظري أن رفع الأسعار واستغلال حاجة الناس لهذه المنتجات والخدمات في هذا الوقت المحدد من السنة هو جشع واحتكار واستغلال؛ لأنه لا يوجد بديل أو سوق أخرى للناس للشراء، وهذا ما نهى عنه الإسلام. فمن هو التاجر الجريء الذي سيسن سنة حسنة ويطبق مايقوم به تجار الغرب لمنفعة الناس إن شاء الله؟ * مستشار اقتصادي