لأسباب (إرادية) اعتدت أثناء الإجازات على الابتعاد عن أغلب مصادر المثيرات للتوتر والقلق، ومن ذلك العزوف عن متابعة الانترنت أو الصحف المحلية أو العربية، أملا في نجاح عملية التنقية للدماغ من معظم الأحمال الشاقة المنهكة. ولكن ما أن انتهت الإجازة وعدت إلى الوطن لأستأنف الحياة الروتينية حتى استقبلتني دعوة (فقهية) بدت لي واحدة من أحدث طرائفنا الدعوية العربية (وأحيانا شر البلية ما كان من الطرائف).. مضمون الدعوة يتجلى في تفتق ذهن أحد الدعاة المصريين عن حيلة فقهية ينقذ بها النساء المسلمات من قيد الحجاب، وهذه الحيلة المبتكرة تدعو المرأة المسلمة المتضايقة من قيد حجابها وتود الخلاص منه، إلى التنازل عن حريتها والدخول في قيد الرق لينطبق عليها حكم الإماء في إباحة الفقهاء لهن الكشف عن شعورهن وبعض أجزاء من أجسادهن!! هذا الداعية كما يصف نفسه أو كما تلقبه الصحف، أشفق على المسلمات (المعانيات) من ضغوط الحجاب اللاتي يخشين إغضاب الله عند خلعه، فدعاهن إلى (خلع) حريتهن في مقابل خلع الحجاب! ولأنه يعلم أن سوق النخاسة أفلس منذ زمن بعيد، وأن قصر إبراهيم الموصلي المكتظ بالجواري الحسان أغلقت أبوابه منذ قرون وطمرت جواريه وغاب التاجر مع من غاب في طيات الزمن، وأنه في هذه الأيام لن يجد وكيلا معتمدا لبيع الجواري، ولن يجد محكمة تمنحه صك ملكية لبشر مثله، لأنه يعلم هذا لجأ إلى جعل سوق النخاسة المعاصرة سوقا خاصة فردية تجري أحداثها داخل البيوت، وما على المرأة (المتلهفة) إلى نزع حجابها سوى أن تختار لها رجلا تزوره في بيته ثم تهمس في أذنه (ملكتك نفسي)، فإن أعجبته بعد تقليبها وتفحصها، أجابها بقبوله تملكها ويباح له آنذاك معاشرتها بعد أن صارت (ملك يمينه). وهنا تتحرر المرأة من قيد الحجاب الثقيل!! رجل كهذا تافه فضلا عن جهله بالأحكام الفقهية، لا يستحق أن ينظر إلى كلامه ولا أن يكتب عن دعوته أو أن تناقش، ولكني أوردت الحديث عنه لسببين: أحدهما، أني وجدت في هذه الدعوة نموذجا مؤلما لتفاهة ما يطرح من أفكار في بلادنا العربية بحجة التيسير في الدين وخاصة متى كان الأمر يتعلق بالنساء والحجاب والاختلاط.. والأمر الآخر، هو استغلال النساء تحت شعارات دينية، فالزواج بملك اليمين، كما يسميه، والذي يبيح فيه للمرأة معاشرة الرجل بمجرد تلفظها بأنها ملكته نفسها من غير توثيق في المحكمة أو أي إثبات قانوني هو دعوة إلى الفوضى والإباحية الجنسية، لكنه يجري تحت (هدف فقهي نبيل) إيجاد مخرج للنساء من (ورطة) الحجاب !!. ننتقد الغرب على استغلاله لأجساد النساء في الإعلانات أو غيرها، لكن فعل الغرب بدا الآن أرحم من فعل بعض الدعاة العرب، فالغرب يفعله علنا بحجة التسويق التجاري وجذب العملاء ولم يقل مطلقا إنه يفعله لأهداف نبيلة لخدمة المرأة !!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة