لا يظهر أن الوضع العام في الآرسنال يسير بالشكل الذي يتمناه أنصاره بعد موجة التغييرات التي عصفت بالنادي الإنجليزي العريق وهزت استقراره الفني، فبعد أن قدم موسما باهتا خرج فيه من عنق الزجاجة بإنقاذ حظوظه في المشاركة في دوري أبطال أوروبا وتجرع خلاله أسوأ نتائجه منذ سنوات، يتجه لمواصلة هذه الإخفاقات والسير نحو مزيد من الانتكاسات نتيجة التقارير التي تتوقع رحيل ركائزه في الموسم الماضي خلال أسابيع فقط بحسب تصريحاتهم الصحفية والمفاوضات الأخيرة التي تمت معهم، وهو الأمر الذي شكل هاجسا مقلقا لعشاق المدفعجية الذين أرجعوا الهبوط العام في المستوى الموسم الماضي لرحيل النجوم الكبار وللإحباط الذي عاناه البقية وتسبب في إرباك الأداء وهز من وحدة الفريق وتناغمه، إثر التفريط بالنجم الإسباني سيسك فابريجاس والفرنسي سمير نصري وفشل الإدارة الفنية في الإبقاء عليهما أو تعويضهما بصفقات من العيار الثقيل، محذرة من استمرار هذه المنهجية في الموسم الحالي. ويبدو أن سياسة التقشف للآرسنال التي ضربت مفاصله وخلت بتوازنه كثيرا لن تقف عند الموسم الماضي، فبعد جملة الاستغناءات التي حدثت والمتمثلة في رحيل سيسك فابريجاس إلى برشلونة والفرنسي سمير نصري إلى مانشيستر سيتي، وإيمانويل إيبويه إلى جالطة سراي التركي، والفرنسي جايل كليتشي إلى مانشيستر سيتي، تتجه الإدارة لمواصلة ما بدأته منذ عام تقريبا إذ يوشك قائد لواء الهجوم بيرسي مغادرة كتيبة المدفعجية مثيرا جدلا كبيرا حول سر رحيله وعلاقته بتعاقدات فينجر الأخيرة والخلاف معه، حيث فاجأ زملاءه في الفريق وجماهير ناديه بإعلان رغبته عدم تجديد عقده بقرار شبه نهائي بعد أن كانت كل الأمور تتجه نحو الإبقاء عليه ورغبة آرسين فينجر بحسب ما أشيع في بقائه، لكن يبدو أن التعاقد مع مهاجمين جديدين بينهما المهاجم الدولي الفرنسي أوليفيه جيرو الذي يجهزه ليكون أساسيا، حرك رغبة الرحيل للنجم الهولندي الذي أعلن موقفه في بيان نشر على موقعه الرسمي وامتعض فيه من سياسة النادي وطريقة تفكير مدربه واختلافه معه، داحضا تصريحات فينجر برغبته في بقائه معه وأنه ضمن خططه وأنه سيكون أساسيا وأنهما متفقان في الرؤى. يأتي ذلك في الوقت الذي يتجه فيه مروان الشماخ لمغادرة أسوار النادي بعد أن منح الضوء الأخضر من مدربه، حيث يبدو أنه في طريقه للدوري الإيطالي ولفيورنتينا تحديدا بحسب تقارير صحفية في صفقة لتدعيم خزينة النادي، فيما لوح الإنجليزي ثيو والكوت بالرحيل حين هدد بعدم تجديد عقده مع آرسنال لإصابته بالإحباط بعد قرار الهولندي روبن فان بيرسي هداف «المدفعجية» الرحيل، وهي العوامل التي أثارت غضب الجماهير نتيجة سياسات فينجر التي رأت أنها لم تعد توازي الطموحات، محذرة من أن يجتث الإحباط ما تبقى من آمال في عودة الفريق للبطولات والحفاظ على نجومه البارزين. ويواجه فينجر تحديا كبيرا أمام أنصار المدفعجية وبات مطالبا بتغيير سياسته والتحرر من نهج التقشف، وبإقناع بيرسي وبقية النجوم بالبقاء لأن أي تعثر في الموسم الجديد قد يفتح عليه أبواب الغضب الإنجليزي ويضعه على فوهة المدافع وربما يقصيه من موقعه في الجهاز الفني.