ثمن السفير الأمريكي لدى المملكة جيمس سميث جهود خادم الحرمين الشريفين في مجالات التنمية والتحديث في المملكة. لافتا إلى أن حنكة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساهمت في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة. وقال في حوار مع «عكاظ» إن انتقال مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد فكرة جيدة جدا، وسيكون فعالا في حال تحقيقه. وعن تأشيرات دخول السعوديين إلى الولاياتالمتحدة، أشار إلى أنه تم تذليل المعوقات في هذا الشأن، نافيا تعرضهم لأي مضايقات في المطارات الأمريكية. وفيما يتعلق بالابتعاث للدراسة في الولاياتالمتحدة قال إن أكثر من 51في المئة من الطلاب السعوديين في الخارج يختارون أمريكا لاستكمال تعليمهم وفيما يلي ما دار في الحوار: • بداية كيف ترون جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في مجالات التنمية والتحديث في المملكة، ورؤيته لإرساء الأمن والسلام في المنطقة؟ نقدر عاليا جهود خادم الحرمين الشريفين في مجالات التحديث والتنمية، خصوصا فيما يتعلق بالتعليم. ونعتقد أن أفضل إنجازات الشعب السعودي تتحقق من خلال التوسع والاستمرار في مشاريع التنمية والتحديث، وقد ساهمت حنكة وحكمة الملك عبدالله في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. كما أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز شخصية قيادية تحظى بالاحترام والتقدير. وانتهز هذه الفرصة لتهنئته باختياره وليا للعهد متمنيا له التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة. وبوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز افتقدنا شراكته وقيادته القوية وقد كان لي شرف اللقاء والتشاور معه عدة مرات لمناقشة قضايا ثنائية وإقليمية مهمة • ماهي رؤيتكم حيال فكرة انتقال مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد؟ أرى أنها فكرة جيدة جدا لاسيما وأن لدول المجلس قواسم مشتركة. وسيكون هذا الاتحاد فعالا في حال تحقيقه. • كيف ترون مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية ؟ علاقتنا مع المملكة وثيقة وطويلة الأمد، فقد عاش وعمل نحو ربع مليون أمريكي في المملكة، ولعبوا دورا حيويا في التنمية بها. كما أن آلاف السعوديين سافروا إلى الولاياتالمتحدة لتحصيل العلم، وعادوا إلى وطنهم ليلعبوا دورا مهما في تنميته. وأرى أن حجم التجارة الثنائية بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يصل سنويا إلى أكثر من 60 مليار دولار دليل على رغبة الطرفين في تعزيز العلاقات في الجوانب التجارية، إذ تعتبر المملكة الشريك التجاري ال 12 الأكبر للولايات المتحدة على مستوى العالم، وثامن أكبر مصدر للواردات الأمريكية. وقد صدرت أمريكا للمملكة في العام الماضي منتجات بما يقارب 14 مليار دولار بزيادة 20في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه. • ما هي مرئياتكم لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟ لدينا برنامج قوي لتسهيل سفر رجال الأعمال السعوديين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويسهل مكتب خدمات التجارة الخارجية في القنصلية الأمريكية العامة في جدة سفر أكثر من 800 وفد تجاري سعودي إلى المعارض التجارية الأمريكية كل عام. كما أننا نساعد ممثلي قطاع الأعمال السعودي على الالتقاء مع الشركاء الأمريكيين المحتملين في المعارض التجارية في منطقة الخليج وأوروبا. وإضافة إلى ذلك فإن العديد من الشركات الأمريكية تأتي إلى المملكة للبحث عن شركاء جدد، وإقامة مشاريع مشتركة جديدة وتطويرالعلاقات التجارية. وأعتقد أن هذه الفرص تعزز الروابط بين بلدينا، وتضمن الرخاء الاقتصادي للجميع. • هناك قضايا وهواجس كثيرة للطلاب السعوديين الذين يتلقون التعليم في الولاياتالمتحدة، فهل لديكم إحصائية بأعدادهم؟ يسعدني أن أقول إن عدد الطلاب السعوديين في الولاياتالمتحدة وصل إلى أكثر من 66000 طالب، ما يعني أن أكثر من 51في المئة من مجموع الطلاب السعوديين في الخارج اختاروا الولاياتالمتحدة لاستكمال تعليمهم. و77في المئة من الطلاب السعوديين في الولاياتالمتحدة من فئة الشباب (51000 طالب) و23في المئة من الطالبات (15000 طالبة). وقناعتنا أن الشباب السعودي الذي يتلقى تعليمه خارج أو داخل المملكة عناصر واعدة للمشاركة في التنمية، ففي السنوات المقبلة يستكملون مهاراتهم وسيعملون على ازدهار وطنهم. ونحن سعداء بمساعدتهم في الوصول إلى غاياتهم الأكاديمية و المهنية. ودعني أقول لكم إنه في عام 2005 انخفضت أعداد الطلاب السعوديين في أمريكا إلى أدنى مستوياتها. حيث كان عددهم لا يزيد عن 3000 طالب آنذاك. وتم تأسيس برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في يونيو 2005 إثر لقاء بين الملك عبدالله الذي كان وليا للعهد حينذاك، والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن في مزرعة كروفورد في تكساس. وكان البرنامج يهدف إلى ابتعاث ما بين 15000 و 17000 طالب إلى أمريكا على مدى فترة خمس سنوات. وأعتقد أننا تجاوزنا هذا الرقم حيث وصل عدد المبتعثين للولايات المتحدة من خلال هذا البرنامج إلى 38000 طالب سعودي العام الماضي. • إلى أي مدى تعتقدون أن البرنامج حقق أهدافه ؟ البرنامج حقق أهدافه تماما. وأريد في هذا الشأن أن أسلط الضوء على نقطة مهمة هي أن طلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يختارون، على نحو متزايد الدراسة في الولاياتالمتحدة. وعلى سبيل المثال أنه وخلال السنة الرابعة للبرنامج اختار 25في المئة من الطلاب التوجه إلى الولاياتالمتحدة. وارتفع العدد بشكل ملحوظ إلى 73في المئة في السنة السابعة للبرنامج. وهذا أكبر دليل على نجاحه. • ماذا عن تخصصات الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في الولاياتالمتحدة ؟ الطلاب السعوديون الذين يتابعون دراستهم في 50 ولاية أمريكية يدرسون ضمن عدد من البرامج الأكاديمية، ويحصلون على مختلف الدرجات العلمية. ففي العام الماضي تخصص أكثر من 50في المئة منهم في مجال إدارة الأعمال والهندسة. و34في المئة من الطلاب السعوديين في أمريكا يسعون إلى الحصول على شهادات في إدارة الأعمال والإدارة بينما يدرس 18في المئة في تخصصات الهندسة. • ماهي الإجراءات التي اتخذتموها لتذليل المعوقات التي تواجه الطلاب والسواح السعوديين في الحصول على تأشيرات الدخول للولايات المتحدة؟ مع ازدياد الطلب على التأشيرات السياحية، أصبح التقديم للحصول على تأشيرات الدخول للولايات المتحدة أكثر سهولة مما كان عليه في السابق. ويمكن لأي متقدم الدخول إلى صفحة الإنترنت الخاصة بالحصول على التأشيرات في الموقع الإلكتروني للسفارة وتعبئة الطلب للحصول على موعد للمقابلة الشخصية. والسعوديون الذين يذهبون للدراسة أو للسياحة هم وحدهم المؤهلون للحصول على تأشيرة لمدة خمس سنوات ولعدة سفرات. • لكن البعض يشتكون من مضايقات في المطارات الأمريكية؟ لا مضايقات, وسوف تلاحظون التحسن في هذا الأمر عند وصولكم إلى أي من مطارات الولاياتالمتحدة، حيث تم إلغاء متطلبات التسجيل الخاصة. وقد ازدادت بشكل كبير أعداد تأشيرات الدخول الممنوحة للسعوديين وشهد إصدار التأشيرات في العام المنصرم ازديادا ملحوظا حيث أصدرنا 40000 تأشيرة في جميع أنحاء المملكة. وفي هذا العام أصدرنا 50000 تأشيرة حتى الآن أي بنسبة زيادة قدرها 20في المئة مع العلم أن موسم الصيف لم ينته بعد. • ماهي ملاحظاتكم للطلاب السعوديين لتسهيل منحهم التأشيرات؟ أود التذكير بأنه في الفترة مابين أبريل ويونيو يكون القسم القنصلي في السفارة في الرياض والقنصليتان الأمريكيتان في جدة والظهران أكثر ازدحاما حيث تزيد الطلبات على التأشيرات. لهذا فإن انتظار المقابلة الشخصية يصل إلى 21 يوما ومع ذلك فإن المتقدمين لطلب التأشيرات دائما موضع ترحيب، ويمكنهم طلب موعد طارئ، وتبرير ذلك على موقع التأشيرات وستعطى الأولوية في تحديد المواعيد الطارئة للطلاب المحتملين، والحالات الطبية والإنسانية. وعلى المتقدمين للحصول على التأشيرات خصوصا الطلبة تحديد موعد المقابلة في أقرب وقت ممكن قبل ثلاثة أشهر من تاريخ السفر. ففي بعض الحالات تتطلب بعض الطلبات معالجة إدارية إضافية يمكن أن تستغرق عدة أسابيع ( 2 4 أسابيع) هذا هو السبب الذي من أجله يفضل التقدم للحصول على الموعد بوقت كاف قبل موعد السفر.