شيعت جموع المصلين أمس عقب صلاة الظهر من المسجد النبوي الشريف جنازة أديب المدينةالمنورة الدكتور محمد عيد الخطراوي الذي ووري جثمانه ثرى بقيع الغرقد، بعد أن وافته المنية فجر أمس الأول. وكشف نجله عبدالرحمن ل «عكاظ» أن الراحل أوصى قبل وفاته بوقف جميع كتبه لله تعالى، كما أوصى أبناءه بالتكاتف والألفة والمحبة، وأكد ان والده كان نموذجا للأب والمعلم والأديب والشاعر وكان حريصا من خلال مؤلفاته على تدوين تاريخ المدينةالمنورة الأدبي. من جانبه، أعرب رئيس أدبي المدينةالمنورة الدكتور عبدالله عسيلان عن حزنه لفقد الفقيد، مشيدا بما قدمه للأدب والشعر وخدمة الوطن، وقال: «كان له جهود موفقة في خدمة الأدب المدني والاهتمام بكل من يسعى لخدمة المدينةالمنورة ادبيا خاصة ممن عاصروه». في السياق نفسه عبر نائب رئيس نادي المدينةالمنورة الادبي محمد الدبيسي عن عميق حزنه لفراق الدكتور الخطراوي قائلا: «نعزي أنفسنا واهله وندعو له ان يتغمده الله بواسع رحمته»، مؤكدا ان المدينةالمنورة فقدت علما بارزا من اعلام الأدب في المملكة، مشيدا بإنجازاته في مجال الأدب. من ناحيتها، أثنت رئيسة القسم النسائي في ادبي المدينةالمنورة نادية البوشي، على الأثر الواضح للراحل في الحراك الادبي بالمدينةالمنورة وقالت: «كانت له اياد بيضاء في مجال الادب والشعر وندعو الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته». وأعرب شقيق الفقيد رئيس الغرفة التجارية الصناعية في المدينةالمنورة محمد الخطراوي، عن بالغ حزنه لفراق أخيه، وقال: «فقدنا أخا وابا وأديبا وشاعرا مرهف الحس عظيم الاخلاق ورجلا حكيما كان يحفنا برعايته واهتمامه». الخطراوي الذي ولد عام 1354 يعد أحد ابرز الوجوه الثقافية في المدينةالمنورة والمملكة عامة. التحصيل العلمي الدكتور محمد الخطراوي حاصل على ليسانس في الشريعة من جامعة الزيتونة بتونس عام 1374ه / 1954 وبكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1379ه / 1959م، وبكالوريوس في التاريخ من جامعة الملك سعود بالرياض، عام 1383ه 1963م وماجستير في الأدب و النقد، من كلية اللغة العربية، الجامعة الأزهرية بالقاهرة، عام 1395ه / 1975م ودكتوراه في الأدب و النقد من الجامعة الأزهرية بالقاهرة عام 1400ه / 1980م. مسيرته العملية واستهل الخطراوي حياته العملية مدرساً بمدرسة العلوم الشرعية الابتدائية بالمدينةالمنورة عام 1375ه / 1955، ثم مدرساً بمعهد المجمعة العلمي الثانوي لمدة ثلاث سنوات للفترة من 1376 – 1379 ه الموافق لعام 1955 – 1959م وانتقل للعمل مدرساً بمعهد إمام الدعوة بالرياض لمدة ثلاث سنوات حتى عام 1382ه / 1962م، ثم مدرساً بكلية الشريعة بالرياض لمدة سنة واحدة حتى عام 1383ه / 1963م، بعدها التحق بوزارة المعارف مدرساً للغة العربية بمدرسة طيبة الثانوية بالمدينةالمنورة، التي تدرج في سلكها الوظيفي من مدرس سنة 1383ه / 1963م إلى مدرس أول عام 1386ه / 1966م ثم وكيل للمدرسة سنة 1391ه / 1971م، وفي عام 1394ه / 1974م أوكل له تأسيس وإدارة مدرسة قباء الثانوية بالمدينةالمنورة و ظل يعمل فيها حتى عام 1400ه / 1980م، وبعد حصوله على الدكتوراه عين بوظيفة أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة ثم وكيلاً لعمادة شؤون المكتبات بها من عام 1400 – 1402ه الموافق لعام 1980 – 1982م ، وانتقل للعمل كأستاذ مساعد بكلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة منذ سنة 1402ه / 1982م عمل خلالها رئيساً لقسم اللغة العربية و الدراسات الإسلامية بكلية التربية لأكثر من ست سنوات، كلل حياته العملية بالحصول على درجة أستاذ مشارك و بلغ درجة الأستاذية إلى أن أنهى مدة الخدمة النظامية لطلب التقاعد. إلى جانب ذلك أشرف الدكتور الخطراوي على مجموعة من الرسائل الأدبية لمرحلة الماجستير بكلية التربية و شارك في تقويم و مناقشة مجموعة من الرسائل لمرحلة الماجستير والدكتوراه في كل من جامعة أم القرى و جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و كليات البنات. مصنفاته العلمية وعلى امتداد حياته الحافلة وضع الخطراوي عدة مؤلفات هامة منها كتاب «الرائد في علم الفرائض»، و«شعراء من أرض عبقر» (دراسة لمجموعة من الشعراء السعوديين جزءان)، «شعر الحرب في الجاهلية بين الأوس والخزرج»، «المدينةالمنورة في العصر الجاهلي» (دراسة للحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية و الدينية)، «المدينةالمنورة في العصر الجاهلي» (الحياة الأدبية)، «المدينةالمنورة في صدر الإسلام – الحياة الاجتماعية و السياسية و الثقافية»، «المدينةالمنورة في صدر الإسلام – الحياة الأدبية»، «مدرسة العلوم الشرعية بالمدينةالمنورة ، والموقع التاريخي الرائد»، «أدبنا في آثار الدارسين بالاشتراك»، «البنات والأمهات و الزوجات في المفضليات و أشياء أخرى»، «أسد بن الفرات و مسرحيات أخرى»، و «في الأدب السعودي». وإلى جانب نشاطه في التأليف قام بتحقيق العديد من المصنفات التراثية الهامة منها: «الفصول في سيرة الرسول للحافظ بن كثير»، «المقاصد السنية في الأحاديث الإلهية» للحافظ أبي القاسم علي بن لبان المقدسي، «عارف حكمة – حياته و مآثره»، «ديوان محمد أمين الزللي»، «ديوان عمر إبراهيم البري»، «المرور بين العلمين في مفاخرة الحرمين» لنور الدين الزرندي، «المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي للحافظ السخاوي»، «المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي للحافظ السيوطي»، «ديوان فتح الله بن النحاس»، «عيون الأثر في فنون المغازي و الشمائل و السير للحافظ أبي الفتح محمد بن سيد الناس اليعمري». دواوينه الشعرية وجادت قريحة الخطراوي بالعديد من الدواوين الشعرية منها دواوين: «غناء الجرح»، «همسات في أذن الليل» ، «حروف من دفتر الأشواق»، «تفاصيل في خارطة الطقس»، «مرافئ الأمل»، «تأويل ما حدث»، «أسئلة الرحيل». وشارك ضمن اهتماماته الأدبية والعلمية في العديد من المؤسسات منها عضوية أسرة الوادي المبارك، عضو مؤسس لنادي المدينةالمنورة الأدبي و نائب رئيس النادي سابقاً، رئيس اللجنة الثقافية (سابقاً) بفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون بالمدينةالمنورة منذ تأسيسه، عضو لجنة تقويم الأنشطة الثقافية برعاية الشباب بالمدينةالمنورة. أعيان ومثقفو المدينةالمنورة يعزّون أسرة الفقيد سامي المغامسي (المدينةالمنورة) تلقت أسرة الأديب الراحل الدكتور محمد عيد الخطراوي أمس العزاء في فقيدها، إذ توافد عدد كبير من أعيان ومثقفي وأدباء المدينةالمنورة، منهم رئيس النادي الأدبي محمد عسيلان ومدير مكتب رعاية الشباب في المدينةالمنورة إبراهيم مصباح وعدد من منسوبي النادي الأدبي ومكتب رعاية الشباب في المدينةالمنورة. وتلقى العزاء في الفقيد أخوه رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية في المدينةالمنورة الدكتور محمد الخطراوي وابناه طارق وعبدالرحمن اللذين قدموا الشكر والتقدير لكل من واساهم في فقيدهم.