بدأت السحب المالية والاقتصادية الداكنة المكفهرة تتجمع من كل اتجاه: منطقة اليورو، والولاياتالمتحدة، والصين، وأماكن أخرى من العالم. والواقع أن بيئة الاقتصاد العالمي في العام 2013 قد تكون صعبة للغاية لن ينجو منها أحد. أزمة اليورو تتفاقم، وتعمل الضائقة الائتمانية في الدول الواقعة على أطراف المنطقة وأسعار النفط المرتفعة على تقويض احتمالات التعافي، إذا خرجت اليونان بشكل غير منضبط من اليورو في الأشهر القليلة المقبلة. وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، كان أداء الاقتصاد الأميركي واهنا ضعيفا. كما تعثرت محاولات خلق فرص العمل، لذا فإن الولاياتالمتحدة قد تتباطأ سرعتها حتى تتوقف تماما بحلول نهاية العام. وفي الشرق، أصبح نموذج النمو في الصين غير قابل للاستدامة، وقد يتوقف عن العمل بحلول العام 2013، مع استمرار ركود الاستثمار وفي ظل تأخر الإصلاحات الرامية إلى تعزيز الاستهلاك. إن التباطؤ الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، ومنطقة اليورو، والصين يشير بالفعل إلى فرض أعباء ثقيلة على النمو في أسواق أخرى ناشئة، وذلك نظرا لارتباطاتها التجارية والمالية بالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. من جهة أخرى، قد تصل التوترات الخطيرة في الشرق الأوسط بين إسرائيل والولاياتالمتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى بشأن مسألة الانتشار النووي إلى درجة بحيث تؤدي المواجهة العسكرية في العام 2013 إلى ارتفاعات هائلة في أسعار النفط وركود عالمي. وللحيلولة دون أي نتيجة غير منضبطة في منطقة اليورو، لابد أن يكون التقشف المالي اليوم أكثر تدرجا، وأن يعمل اتفاق خاص بالنمو على تكميل الميثاق المالي الجديد للاتحاد الأوروبي، وأن يقام اتحاد مالي مع تبادل الديون (سندات اليورو). ولا بد من تأسيس اتحاد مصرفي كامل. ولكن المؤسف أن ألمانيا تقاوم كل هذه التدابير السياسية الرئيسية، مع تركيزها الشديد على المخاطر الائتمانية التي قد يتعرض لها دافعو الضرائب لديها مع تزايد التكامل الاقتصادي والمالي والمصرفي. ونتيجة لهذا، أصبحت احتمالات وقوع كارثة في منطقة اليورو. وفي حين قد تكون السحابة السوداء التي تخيم على منطقة اليورو هي الأضخم على الإطلاق، فإنها ليست الخطر الوحيد الذي يهدد الاقتصاد العالمي، بل ستكون هناك عاصفة عالمية كاملة. بقلم: نورييل روبيني استاذ العلوم الاقتصادية في جامعة كولومبيا نقلا عن واشنطن بوست