للحياة ميزان نراه ونعيشه، وقلما نجد إنسانا يمسك كفتي ميزان المسؤولية في حياته ويجعلهما متساويتين فكيف بمسؤول يكون ممسكاً المكانة الاجتماعية والوظيفية. هذه المقدمة لنا أن نتخيلها لندرك أنه من الصعوبة ان نجد أحداً موفقاً في كلا الجانبين، بل من النادر جداً ان نجد هذا. إلا في نايف الإنسان نايف الأمن (يرحمه الله) فقد استطاع بقلب الإنسان وعقل مسؤول الأمن في بلادنا أن يجمع هاتين الصفتين، فنجده إنساناً مسارعاً في بذل الخير وإغاثة الملهوف ويساعد المحتاج بقلب يملؤه الحب، ونجده في الجانب الآخر رجل الأمن الذي أحكم بقبضته الأمن وكان شديداً لا تأخذه رأفة بمن تهاون بأمن الوطن فكان رحمه الله ممسكاً بيديه الكفتين ودون أن تثقل إحداهما على الأخرى وزنا وقيمة! بالأمس القريب غيب الموت صاحب هذه الصفات النادرة وعم الحزن أرجاء الوطن وخارجه.. فرجل بمسؤوليته فقده كبير، إلا أن عزاءنا فيه أن خلفه في الأمر تلميذه النجيب أحمد بن عبدالعزيز الذي اكتسب الحنكة والكياسة منذ نعومة أظفاره وكان لملازمته ومشاركته اخاه نايف الحكمة ورجل الامن الاول (يرحمه الله) عززت مهارات القائد ومنحته الصبر وقوة العزيمة والارادة. ليستمر العطاء وتسير القافلة فهو الرجل القيادي في وزارة الداخلية لما يتسم به من التروي والحكمة ومعالجة الامور بكل حنكة ومسؤولية فكان الرجل المناسب في المكان المناسب فسموه يتمتع بخبرات أمنية عالية ويعد شريكا تاريخيا لأخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز في القرار الأمني منذ أن عمل في الوزارة ويمتلك رصيدا من الحكمة والخبرة والدراية، حيث عمل سموه نائباً لوزير الداخلية منذ عام 1395ه، ويتميز بالخبرة الطويلة في العمل السياسي والأمني وخاصة في وزارة الداخلية ذات المهام الوطنية المتعددة. فكان بحق نعم النائب المؤازر في حياة الأمير نايف بن عبدالعزيز في كل المهام الاستراتيجية ذات الثقل على مستوى الوطن في الداخل او الخارج. ولا ننسى مواقفه الاجتماعية والإنسانية لأبناء هذا الوطن. انه خير خلف لخير سلف، فالأمن في مأمن بإذن الله في وجود هؤلاء العظماء وفقهم الله وحفظ لنا هذا الوطن الشامخ ورجاله المخلصين من كل سوء ومكروه. * أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.