الحي الأكثر كثافة سكانية في جدة هو الأقل خدمات طبقا لسكان «المنتزهات» شرق الطريق السريع. وقالوا إن تعداد حيهم وصل إلى نصف مليون بين مواطن ومقيم، لكنه يندرج تحت مسمى «الأحياء العشوائية»، وهو اللقب الذي أطلقه السكان في تأكيد جازم بأن ذلك لم يأت من فراغ، لكن من سوء حال الحي وفقره الخدماتي. بحسب الأهالي فإن الأمانة وذاكرتها تجاوزت «المنتزهات» ما ينذر بتردي الحال في الأيام التالية في ظل تنامي أرقام الغرباء والمخالفين والمتخلفين وتدهور الخدمات أكثر من ذي من قبل، وتوسع دائرة العشوائيات وانتشار تداعياتها السالبة. يقول خالد عسيري :الملاحظ في «المنتزهات» تباطؤ الخدمات وانعدامها تماما في السنوات الماضية، ووقفت الأمانة متفرجة كما وكأن الأمر لا يعنيها من بعيد أو من قريب، ونظرة واحدة لأطنان النفايات والأوساخ والأزقة الضيقة وطفوحات المياه الآسنة تؤكد أن «المنتزهات» يأتي في ذيل اهتمامات أمانة جدة بخلاف شركة صرف صحي زارت الحي قبل سنوات. البلدي الصامت وطبقاً لأقوال سكان الحي إن عمال النظافة سجلوا غياباً تاماً في أغلب شوارع الحي ما أدى إلى استفحال حالة تراكم النفايات في الشوارع وأمام المنازل والميادين. وطلب المتحدثون من أمانة جدة مراقبة العمال المكلفين بالنظافة ومحاسبة المقصرين، كما استغربوا صمت المجلس البلدي حيال هذا الأمر . وذكر مشعل العتيبي أن النفايات المتراكمة أثارت مخاوف الأهالي من انتشار الضنك والملاريا، وأن مسؤولي الأمانة فضلوا الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم، على الرغم من الاتصالات والمطالبات المتواصلة. وحث العتيبي أعضاء المجلس البلدي إلى الوقوف ميدانياً على حال حي المنتزهات الشرقية. هموم نصف مليون على ذات الصعيد شن سعد الزهراني وعلي الحربي هجوماً لاذعاً على أمانة جدة وقالا إنها تركز اهتماماتها على الأحياء الراقية وتهمل الأحياء المتوسطة مثل حي المنتزهات الشرقية التي يقطنه أكثر من 500 ألف مواطن ومقيم. واستغرب سلمان السلمي ما قيل إن الأمانة تراقب الأوضاع البيئية بالأقمار الصناعية، وتساءل ألم تر تلك الأقمار أطنان القمامة في المنتزهات؟ ويقول إبراهيم الشهري إن المصانع العشوائية والعمالة تسببت في انتشار روائح المواد الكمياوية السامة التي تخوف منها السكان على أطفالهم. وأضاف بأن العمالة الباكستانية والأفريقية تتصدران جاليات الوافدين في الحي، حيث يعملون في المحلات العشوائية ويسكنون في منازل متهالكة، ما أجبرنا على التفكير الجدي في مغادرة الحي والرحيل عنه إلى أي مكان آخر تتوافر فيه الخدمات، مؤكدا أنه يسكن في بيت بالإيجار بعد أن كان يسكن في منزله، حيث اضطر للرحيل بسبب شركة أنشأت حوشا و20 غرفة وخصصتها لسكن عمالها. الرحيل المر ويضيف علي الحارثي: شوارع الحي اشتهرت بالحركة التجارية، حيث تحولت حدود الحي إلى محلات تجارية مختلفة مما دفع عددا من الجاليات الوافدة إلى فتح محلات تجارية عشوائية. وأضاف الحارثي، ما زاد الأمر سوءا وجود بعض العمالة الأفريقية التي امتهنت المخالفات غير الأخلاقية في الحي تحت عباءة مهنة غسل السيارات، وهناك عدد من مستثمري المنازل العشوائية يساعدونهم على أفعالهم.