لم يشفع التاريخ الذي صنعه المدرب الوطني للرياضة السعودية وأولويته في وضعها على قائمة المجد القاري قبل ما يزيد عن ربع قرن عبر المنتخب الأول وإيصالها إلى مراسي العالمية منذ 18 عاما بقيادة محلية، في نيله ثقة إدارات الأندية المحلية الكبيرة لتدريب فرقها الأساسية وتغيير القناعات المشككة في قدرته على الإدارة الفنية للفرق الأساسية خلال الاستحقاقات الهامة والبطولات الكبرى، إذ أنه وبالرغم من تسلح عدد من الرياضيين المخضرمين ممن عرفتهم الملاعب نجوما ينثرون المتعة في ميادين الكرة بالدورات التدريبية المتخصصة والإجازات الدقيقة من أهم المراكز العالمية إلى جانب خبرتهم الطويلة، إلا أنهم فشلوا في التواجد بصفتهم الفنية والحصول على فرصة يمكن من خلالها تبديد مخاوفهم من توطين المدربين، أو تغيير القناعات التي يراها عدد كبير منهم مجحفة بحقهم وسببا من أسباب تراجع الرياضة السعودية بشكل عام، وظلوا بعيدين عن أعين رؤساء مجالس الإدارات وخارج دائرة اهتمامهم إلا في مهمات الطوارئ المؤقتة والفترات الانتقالية. ثقة مفقودة يشخص المدرب الوطني وأحد أبرز نجوم الكرة السعودية في فتراتها الذهبية صالح المطلق معاناته في أمرين جوهريين، بحسب ما يقول، أولهما ثقة الأندية المحلية المفقودة بالمدرب المحلي والتي يراها معضلة حالت بينهم وبين تطبيق ما خضعوا له من تدريبات متخصصة وإجازات عالمية، يمكن أن تصنع جيلا من المدربين المميزين أسوة بما يحدث في عدد كبير من الدول النامية وليس العالمية فحسب، وثانيهما هو القناعات السلبية التي ما زالت قاصرة عن تقييم حقيقي وفعلي للجهد الذي يقوم به المدرب الوطني والخبرة التي يمتلكها سيما عن الأندية السعودية، وبين الأمرين يؤكد المطلق أن حقوقهم في العمل داخل الأندية مهدرة في ظل جنوحها إلى خيار المدرب الأجنبي مهما كانت سيرته متواضعة وإنجازاته ضعيفة. ويروي المطلق معاناته الشخصية مع الأندية قائلا «آملت كثيرا أن أحظى بفرصة بعد تسلحي بمقومات المدربين المحترفين، وحصلت على دورة متخصصة تصنف بالدبلوم الدقيق للمدربين المحترفين وهي أكبر شهادة تمنح لأي مدرب في العالم، وأمضيت سنة كاملة ما بين ورش عمل ومحاضرات نظرية وتطبيقات عملية، تنقلنا خلالها ما بين الكويت والبحرين والإمارات وفق آلية متبعة، وأوفيت بعناصرها الأساسية المكونة من ثلاثة أعمدة، توجتها فعليا بتطبيق 14 يوما مع المدرب وهو الشرط الأساسي وكان ذلك من خلال التواجد ضمن الجهاز الفني مع المنتخب السعودي ب، ولكن برغم ذلك ما زالت المعاناة تستمر فرغم الصرف المالي والجهد البدني والنفسي لا زلنا نعاني التهميش من الأندية. وأضاف نحن جاهزون لخوض تجربة تدريبية حقيقية من خلال أندية دوري زين أو من خلال المنتخبات السعودية في مختلف درجاتها، وشخصيا أنا على أتم استعداد لتدريب أي ناد سعودي حتى وإن كان الهلال، الذي سأكون سعيدا جدا بتدريبه في حال عرض علي ذلك ولن أنظر إلى الخلف وأتردد باعتباري لاعبا نصراويا، وكل شيء اختلف لأننا نحن في زمن الاحتراف وطموحي أن أتولى تدريب أحد أندية دوري زين للمحترفين. وحول احتراف سامي الجابر تدريبيا ضمن طاقم نادي أوكسير الفرنسي وعودته مدربا، قال بكل تأكيد يبهجنا ذلك ونحترم فكر سامي وخطوته الجيدة، ونحن بصفتنا مدربين وطنيين نفرح بأي فرصة تتاح لأي سعودي للارتقاء بتواجدنا في هذه المهنة ورفع أسهم المدرب الوطني، وهو في المقام الأول سفير لنا ونحن نقف معه صفا واحدا وندعمه لأنها خطوة مهمة وكبيرة نتمنى أن تكون نتائجه مفيدة على سامي وعلينا جميعا. ودافع عن عمل غالبية المدربين محللين في الفضائيات وما إذا كان هروبا من الواقع الذي يعانونه محليا، قال في التحليل الفني يبقى المدرب المعني الأول في الأمر وهو من صميم عمله. وعن دور رابطة المدربين التي استحدثتها رابطة دوري المحترفين، قال نتمنى أن تكون خير من يدعمنا لكنها لم تظهر حتى الآن أي عمل، وهي بدايتها وسنمنحها فرصة وبعد ذلك سنبدأ نحاسبها عن كل شيء. قيمة إضافية وفي ذات السياق يسرد المدرب الوطني نايف العنزي معاناته، وهو حامل ذات الشهادات بالقول، هناك قناعات وأفكار يجب أن تتغير لأن العالم يتقدم ونحن ثابتون بل وربما تراجعنا وبأسباب معلومة لدى الجميع، وقال حرصت على أن أكون مجهزا بشكل كامل ومتسلحا بشهادات عالمية تمنح للمدربين المحترفين واستيفاء الشروط الأساسية، والحقيقة أنها وسعت مداركنا كثيرا تجاه فهم الكرة الحديثة التي تطبقها أغلب الدوريات المحترفة في العالم، وواصل أضاف لنا تحليل المباريات كثيرا لأنها كشفت لنا الملعب من زاوية بعيدة جدا زادت من ثقافتنا الكروية، ولعل ما يحدث الآن في بطولة أمم أوروبا دليل على ذلك حين نشاهد البرتغالي مورينيو وفينغر وغيرهما من المدربين الأساطير في عالم الكرة. وعن مستقبله في التدريب قال أنا مستعد للعمل في أي ناد سعودي في دوري المحترفين أو دوري الدرجة الأولى أو حتى الثانية، وقال أنا على خط النار أنتظر الفرصة وأضاف أبرز المعوقات التي تواجهنا هي تهميش الأندية وقال إن السعودة شملت كل المجالات إلا التدريب، ومن المفروض أن تحظى بتوطين شبه كامل في مقابل ما نشاهده من كم كبير من المدربين الأجانب وبالملايين وبعودون بعد فترة قصيرة لفشلهم ودون تسجيل أي حالة نجاح، نحن ننتظر الفرصة المناسبة التي لو لم تتح للاعبين مثلا لما كنا شاهدنا الأساطير ماجد وسامي وغيرهما، لدينا مدربون أثبتوا النجاح بينهم خليل الزياني والخراشي اللذان برزا من فرصة أتيحت لهما، فنحن ننتظر تلك الفرصة أسوة بهما. وحول انضمام سامي الجابر للتدريب في أوكسير الفرنسي قال هي تجربة ممتازة وقوية ويجب أن لا نتهكم أو نسخر بالطريقة التي ذهب بها للاحتراف هناك، فالواقع سواء هو من دفع المال أو دفع له فالأمر لا يعني لنا شيئا أمام الفرصة في العمل مع ناد عريق وكبير، وما تعرض له من نقد في الفترة الماضية يعكس النظرة للمدرب الوطني، رغم أن الخطوة مكسب لنا جميعا وفخر لنا، وسأكون على خطاه لأنني سأحترف بداية من الموسم المقبل وسأتقاعد من عملي الحكومي وأتفرغ للتدريب ولن أقف عند حد معين. أولويات المدرب الوطني كأس الأمم الآسيوية لأول مرة 1984م، خليل الزياني التأهل لكأس العالم لأول مرة 1994م، محمد الخراشي كأس الخليج للمنتخبات لأول مرة 1994م، محمد الخراشي التأهل لأولمبياد لندن لأول مرة 1984م، خليل الزياني