اكتسبت قرية الصلحانية أهميتها من أرضها الخصبة المرتفعة وطقسها المناسب في كل الفصول. وتميزت البلدة التي تقع جنوب غرب محافظة مهد الذهب في منطقة المدينةالمنورة، بغزارة مياهها ونخلها الباسق، مما أغرى الأهالي إلى التدفق صوبها لسقي دوابهم منذ القدم. وكانت القرية معبرا للحجاج القادمين من العراق، لقربها من طريق زبيدة التاريخي الذي يسلكه القادمون إلى الحرمين الشريفين من بلاد الرافدين والشام، ما أسهم في انتعاشها اقتصاديا وأضفى عليها الحيوية. وتشق القرية أودية عدة، أبرزها «أرن» وهو من أكبر أودية الحجاز، وأودية الرشا والفعرة والحومة وجميعها تصب في أرن، وهناك العديد من الآبار مثل الروجة ودماسة التي لا تزال أثارها باقية في القرية منذ قرون عدة. وتحتضن الصلحانية آثارا عدة منها قصر الحومة التاريخي الذي شيد منذ القدم بالطين وسقف من خشب شجر الأثل، وهناك قلعة خناس التي تطل على مزارع القرية من الجهة الغربية، وهي عبارة عن بيوت ومنازل قديمة. وتشهد الصلحانية حاليا نهضة تطويرية انعكست على مظاهر الحياة، إذ شيد فيها مركز أمارة فئة (أ) وآخر للشرطة، وانتشرت فيها المدارس لجميع المراحل، كما تنعم بخدمات الكهرباء وشبكة من الطرق لخدمة سكانها الذين يزيد عددهم عن خمسة آلاف نسمة. وأسس فيها سوق التمور الموسمي وآخر للأغنام، ونشطت الحركة الاقتصادية فيها وانتشرت المتاجر، وبني فيها سد يحتجز مياه الأمطار، ويدعم المزارع ويروي البساتين في 15 قرية وهجرة تتبع المركز.