شهد 72 ألف زائر لمدينة الرياض في سبعة أيام فقط، فعاليات أكبر موسوعة علمية ثقافية شيدتها شركة أرامكو السعودية على أرض المعارض سابقاً في شمال الرياض، ضمن برنامجها الثقافي الصيفي 2012، لتقدم للعاصمة نموذجاً فريداً من السياحة المعرفية يشتمل على عروض توعوية وتعليمية شيقة، تحكي الماضي، وتصف الحاضر، وتستشرف المستقبل. وللمرة الخامسة على التوالي، عزمت أرامكو السعودية من خلال هذا البرنامج الثقافي على التعامل مع معطيات العصر العلمية والتكنولوجية بشكل واقعي يتجاوز مفهوم الاستمتاع بالعروض فقط إلى المشاركة الأسرية الفعالة، وتعزيز الوعي بطبيعة العلاقة التبادلية المتنامية بين العلوم والتقنية، والتنمية الشاملة للمجتمع، خاصة بعد أن أصبحت عملية إنتاج المعرفة هي المعيار الفاصل بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتأخرة. وأوضح رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن ما تقوم به الشركة في هذا الكرنفال الثقافي ينسجم مع ما ترمي إليه الأهداف العامة لوثيقة السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي أقرها المقام السامي في 27/4/1423ه، حيث ينص أحد أهدافها على إيجاد الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية العلوم والتقنية ودورهما وجدواهما في تحقيق الأمن الوطني الشامل والتنمية المستدامة. وتتوسط قاعة عروض البرنامج الثقافي (جزيرة الطفل) التي تحاكي عقلية الطفل، انطلاقا من أن قدرات العقل البشري تتميز بالنمو المعرفي الذي يجعل الإنسان في تقدم فكري مطرد يساعده على تنمية الخبرات وإدراك حقائق الأشياء بكل وعي، واشتملت الجزيرة على عدة أركان وزوايا، يقدم فيها عدد من البرامج التعليمية بقوالب ترفيهية ممتعة، تعتمد في الأساس على مشاركة وتفاعل الأطفال مع بعضهم لإبراز روح التعاون بينهم، وتنمية الخيال العلمي لديهم، وتدريبهم على فنون الرسم والتلوين، والطلاء على الخزف، والتوعية الصحية، وتطوير المهارات الذهنية. وتشارك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في فعاليات برنامج أرامكو الثقافي 2012 من خلال جناح أوجزت فيه معلومات مبسطة عن دورها وجهودها في مجال دعم وتنفيذ الأبحاث والدراسات التطبيقية، بالإضافة إلى جهودها في تنفيذ العديد من المشاريع العلمية، والتعريف بمبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، ومشاهدة النجوم والكواكب والأجرام السماوية عبر القبة الفلكية، إضافة إلى الاستمتاع بقيادة الطائرات من خلال غرفة خاصة بمحاكاة الطيران، جهزت بنظام تحكم ذاتي محاكي للواقع الفعلي لحركة الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط. كما منحت مدينة العلوم والتقنية لزوارها، فرصة المشاركة الفعالة في ركن المرسم الخاص بالأطفال، للتعرف على مكونات الخلية، وكيفية استخراج الحمض النووي DNA من خلال بعض الوسائل الورقية البسيطة المتوفرة. وفي جناح عالم الطاقة، برز للزوار تلك الجهود التي يقوم بها مركز كفاءات الطاقة التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المتمثلة في حملة ترشيد الكهرباء لتقليل حجم استهلاك الطاقة. وما بين ركني كوريا الجنوبية والصين، يطل على الزائر مدخل تراثي عنون إطاره ب(تاريخنا وحضارتنا)، يضم في أروقته معروضات تراثية وشعبية عن حضارات العالم، وأركانا تفاعلية عن الفنون القديمة والحديثة. وبرز ضمن أجنحة برنامج أرامكو الثقافي، جناح الواحة الصحية، الذي اشتمل على أركان طبية تحكي مراحل حياة الإنسان، وإرشادات صحية، والأساليب الصحية الجيدة لممارسة حياته اليومية. كما برز كذلك جناح مملكة المرأة، الذي احتوى على العديد من الأقسام، والأركان، الملامسة لاهتمامات المرأة واحتياجاتها، من معلومات صحية، وطبية، وأخرى خاصة بسلامة الأسرة والايتيكيت، والفن والإعلام، والعديد من الدورات التدريبية، وورش العمل في مختلف المجالات. اللافت للنظر في برنامج أرامكو السعودية الثقافي 2012، هو مشاركة 220 شابا وشابة، كمتطوعين للعمل في هذا البرنامج، لتعريف الزوار بمحتويات هذا الكرنفال الثقافي، وتقديم كافة الخدمات التي يحتاجونها أثناء تجوالهم في قاعة العروض. وأفاد المشرف على عمل المتطوعين بالبرنامج عبدالمحسن بن إبراهيم القطان، أنه تقدم نحو 500 شاب وشابة للعمل كمتطوعين خلال هذا البرنامج، وتم اختيار 220 منهم، وفق معايير روعي فيها المستوى التعليمي، والتخصص المناسب لأجنحة البرنامج الثقافي الصيفي لتتحقق الفائدة من المشاركة. وأوضح القطان أن هؤلاء المتطوعين تراوح أعمارهم ما بين 18 24 عاماً، وبلغ عدد الشباب منهم 140 متطوعاً، والشابات 80 متطوعة، وقد تم توزيعهم كل حسب مجال تخصص دراسته، ليفيد ويستفيد من مقر عمله في التطوع، لافتاً إلى تقديم شهادات تقديرية للمتطوعين عقب انتهاء برنامج أرامكو الصيفي، نظير ما قدموا من عمل تطوعي في البرنامج، وأن المبدع منهم سيحصل على شهادة تميز خاصة من شركة أرامكو السعودية.