شهد “ 72 “ ألف زائر لمدينة الرياض في سبعة أيام فقط ، فعاليات أكبر موسوعة علمية ثقافية شيّدتها شركة أرامكو السعودية على أرض المعارض سابقاً في شمال الرياض ، ضمن برنامجها الثقافي الصيفي 2012، لتقدم للعاصمة نموذجاً فريداً من السياحة المعرفيّة يشتمل على عروض توعوية وتعليمية شيّقة ، تحكي الماضي ، وتصف الحاضر ، وتستشرف المستقبل ، متلمسة في خطوتها اهتمامات أفراد الأسرة الواحدة بمختلف فئاتهم العمريّة. وللمرة الخامسة على التوالي ، عزمت أرامكو السعودية من خلال هذا البرنامج الثقافي على التعامل مع معطيات العصر العلمية والتكنولوجية بشكل واقعي يتجاوز مفهوم الاستمتاع بالعروض فقط إلى المشاركة الأسرية الفعّالة، وتعزيز الوعي بطبيعة العلاقة التبادلية المتنامية بين العلوم والتقنية ، والتنمية الشاملة للمجتمع ، خاصة بعد أن أصبحت عملية إنتاج المعرفة هي المعيار الفاصل بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتأخرة. وفي هذا السياق ، أوضح رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح ، أن استراتيجية الشركة الخاصة بالمواطنة تعتمد على أربعة محاور، هي: المجتمع، والبيئة، والمعرفة، والاقتصاد، مبيناً أن المعرفة هو المحور الرئيسي في عطاء الشركة للمجتمع ، حيث تجسّد ذلك في الشراكات الموسعة مع القطاع التعليمي، والجامعات، وإعداد معاهد للتدريب مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، إلى جانب إطلاق مبادرة الوصول إلى مليوني طفل وطفلة لحب العلوم والتقنية والرياضيات. وأبان المهندس الفالح أن قيمة المواطنة التي تنتهجها شركة أرامكو من خلال المحاور الأربعة السابقة تتواجد في هذا البرنامج الثقافي ، مشيراً إلى أن هدف أرامكو الرئيس هو الاستمرار في الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية للمملكة من البترول والغاز وتحويلهما لثروات ترتقي بالاقتصاد السعودي ، وفي الوقت ذاته المساهمة بالارتقاء بالإنسان السعودي، وتنمية الفكر والإبداع والاختراع لدى الأطفال. وقال “ إن ما تقوم به الشركة في هذا الكرنفال الثقافي ينسجم مع ما ترمي إليه الأهداف العامّة لوثيقة السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي أقرّها المقام السّامي في 27/4/1423ه، حيث تنصّ إحدى أهدافها على إيجاد الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية العلوم والتقنية ودورهما وجدواهما في تحقيق الأمن الوطني الشامل والتنمية المستدامة “. وتقدم شركة أرامكو السعودية من خلال برنامجها الصيفي الثقافي 2012، نمطاً جديداً من أنماط السياحة في المملكة وهو: السياحة المعرفية ، ليضاف للأنماط التي عدّتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتشمل سياحة : الرياضة والمغامرات، والثقافة والتراث، والأعمال والمؤتمرات والمعارض، والصحة والاستشفاء، والطبيعة، والتسوق، والدراسة، فبرنامج أرامكو يستعرض من خلال أجنحته مفاهيم علمية عميقة تحت سقف واحد، بهدف إشباع رغبة أفراد الأسرة في المعرفة، وتوسيع دائرة المعلومات الثقافية والحضارية والتاريخية لديهم، بما في ذلك الأطفال الذين يُعدّون أمل الأمة في المستقبل. وما أن تدلف إلى مقر قاعة عروض البرنامج الثقافي، إلا ويُبهر ناظريك روعة التصميم، وانسجام الألوان في أجنحة القاعة التي تعرض برامج السلامة المنزلية، وقضايا الصحة، والعلوم والتقنية، والمحافظة على البيئة، والطاقة، وعالم أرامكو السعودية والنفط، وطباعة المصحف الشريف، ومملكة المرأة، وتاريخ الحضارات، إضافة إلى إقامة ورش عمل مختلفة، وبرامج ترفيهية، ومسابقات ثقافية للأطفال، وعروض أفلام وثائقية وتوعوية للكبار والصغار. ويتوسط قاعة عروض البرنامج الثقافي “جزيرة الطفل" التي يُحاكي فيها عقلية الطفل، انطلاقا من أن قدرات العقل البشري تتميز بالنمو المعرفي الذي يجعل الإنسان في تقدم فكري مطرد يساعده على تنمية الخبرات وإدراك حقائق الأشياء بكل وعي، واشتملت الجزيرة على عدة أركان وزوايا، تقدم فيها عدد من البرامج التعليمية بقوالب ترفيهية ممتعة، تعتمد في الأساس على مشاركة وتفاعل الأطفال مع بعضهم لإبراز روح التعاون فيما بينهم، وتنمية الخيال العلمي لديهم، وتدريبهم على فنون الرسم والتلوين، والطلاء على الخزف ، والتوعية الصحية، وتطوير المهارات الذهنية. ولكون كتاب الله عز وجل “القرآن الكريم"، هو البيان المصور والمفصل لكل ما يتعلق بالكون والإنسان، والمجيب عن كل الإشكالات والتساؤلات التي تواجه فكر الإنسان وعقله، والمزود لمداركه ومعارفه، فقد شارك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في برنامج أرامكو، ليعرض جوانب مما يقدمه للمسلمين في شتى بقاع المعمورة من إصدارات مطبوعة ومسموعة وبرامج حاسوبية، إضافة إلى إبراز أنشطة المجمع ومعلومات عن أقسامه وطاقته الإنتاجية من الإصدارات، والمراحل التي يتم فيها طباعة المصحف الشريف. وتشارك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في فعاليات برنامج أرامكو الثقافي 2012م من خلال جناح أوجزت فيه معلومات مبسطة عن دورها وجهودها في مجال دعم وتنفيذ الأبحاث والدراسات التطبيقية، بالإضافة إلى جهودها في تنفيذ العديد من المشاريع العلمية، والتعريف بمبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، ومشاهدة النجوم والكواكب والأجرام السماوية عبر القبة الفلكية، إضافة إلى الاستمتاع بقيادة الطائرات من خلال غرفة خاصة بمحاكاة الطيران، جهزت بنظام تحكم ذاتي محاكي للواقع الفعلي لحركة الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط. كما منحت مدينة العلوم والتقنية لزوارها، فرصة المشاركة الفعّالة في ركن المرسم الخاص بالأطفال، للتعرف على مكونات الخلية، وكيفية استخراج الحمض النووي DNA من خلال بعض الوسائل الورقية البسيطة المتوفرة ، بغرض التعلم والتعرف على الحمض النووي ومعرفة الصفات الوراثية والأمراض التي تصيب الإنسان، في حين هيأت المدينة في جناحها مترجم للغة الإشارة ليتمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من التفاعل مع تجهيزات الجناح. وفي جناح عالم الطاقة، برز للزوار تلك الجهود التي يقوم بها مركز كفاءات الطاقة التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المتمثلة في حملة ترشيد الكهرباء لتقليل حجم استهلاك الطاقة، كما قدم الجناح معلومات قيمةً عن موارد الطاقة في المملكة وأنواعها، ومعرفة بدائل الطاقة، كالطاقة الشمسية، والمائية، والجوفية، والرياح، حيث تشكل الطاقة أحد دعائم التنمية والتطور في جميع المجالات.