تضاربت الآراء والمواقف بين المراجعين وإدارة مكتب الاستقدام في حي الصفا.. المراجعون يرون أن الإجراءات والمعاملات الورقية تستنزف أوقاتهم فيما رأى الاستقدام أن المعاملات مستوفية الشروط تنجز في ذات اليوم . ورصدت «عكاظ» آراء وأقوال الطرفين وصولا إلى الحقيقة. يقول أحد المراجعين : نعم هناك حالات زحام في الصالة الرئيسة وهناك صفوف متراصة أمام النوافذ. أغلب المراجعات تخص عمليات إلغاء التأشيرات وإصدار أخرى وتزايد الزحام بسبب قرار إيقاف استقدام العمالة المنزلية من بعض الدول مثل إندونيسيا والفلبين. المراجعون طالبوا بإيجاد بديل يمكنهم من إنهاء معاملاتهم بدون طوابير أو صفوف كما لفتوا إلى أن مكتب الاستقدام الخاص بالأفراد هو الوحيد في المنطقة الغربية ويتحمل أعباء قطاع يمتد من تبوك شمالا وحتى جازان جنوبا مايعني استمرار سلبيات الزحام الأزلية حتى اللحظة . رحلة المخاطر جلال بنيان البقمي من سكان محافظة تربة يدعم الرأي السابق بالقول : وصلت إلى جدة متجشما عناء مايزيد عن450 كيلومترا لإنهاء إجراءات استقدام عاملة منزلية فصدمت بعدة أمور أولها الزحام الكبير الذي دعا كثيرا من المراجعين للانتظار خارج المبنى. عند دخولي المكتب وجدت مكتب خدمة العملاء مغلقا والصالة الرئيسة كاملة العدد وظل الزحام يتكثف ساعة بعد ساعة وسط تدفق كبير على 4 منافذ مع جو خانق وحرارة لاهبة. يقترح البقمي إنشاء فروع في بقية المناطق تخفيفا على المراجعين وحماية لهم من مخاطر الطريق ذهابا وإيابا من وإلى جدة فهناك قصص تروى عن أناس راحوا ضحايا في حوادث سير أثناء رحلاتهم إلى استقدام جدة . ويضطر بعض المراجعين البقاء في جدة يوما أو يومين بما في ذلك من أعباء مالية. حجج متقاطعة فهاد عساف الرحماني قال: ترددت لأكثر من يومين بغرض إلغاء تأشيرة واستصدار أخرى رغم اكتمال جميع الأوراق وفي كل مرة أفاجأ بحجج متقاطعة ومختلفة وأعذار من موظفي الاستقدام مثل طلباتهم بإحضار تعريف من جهة العمل. ويضيف الرحماني أنه مندهش لعدم إصدار تأشيرته برغم استكماله كل المطلوبات مقترحا في هذا الشأن استحداث أنظمة جديدة تخدم الصالح العام وتتماشى مع حساسية القطاع الخدمي الهام فإلغاء تأشيرة وإصدار أخرى من المفترض ألا يتطلب الحضور والبقاء ساعات في إدارة الاستقدام. بيروقراطية وتعقيدات ويروى سعد الحربي تجربته ويقول إنه متزوج من اثنتين ومشاغله العملية لاتسمح له بتأمين المشاوير ما دفعه إلى الحضور لمكتب الاستقدام للحصول على تأشيرة سائق ثان للزوجة الثانية وبالرغم من اكتمال كافة الشروط ، واجهته عقبة تمثلت في رفض المعنيين في المكتب منحه تأشيرة من بلد السائق الأول بحجة أن الأنظمة تقتضي التغيير في حالة الطلب لمهنة واحدة في الجنسية. ويشير الحربي إلى أن ما دفعه لطلب تأشيرة من ذات جنسية السائق الأول يعود إلى تجربة سابقة حيث واجه مشاكل عدة تمثلت في حدوث مشاكل بين السائقين في المسكن والمعيشة لأنهما ليسا من ذات الجنسية ما اضطره إلى الاستغناء عن أحدهما درءا للمشاكل . ويلفت الحربي إلى ضرورة توحيد جنسية المستقدمين وهو الإجراء الذي من شأنه تجاوز مشاكل المعيشة والسكن للعاملين وتفادي التباين بين العادات المعيشية التي قد تخلق مشاكل بين العاملين في مهنة واحدة. لا زحام .. التسليم في يوم في المقابل يرى مدير إدارة استقدام الأفراد في منطقة مكةالمكرمة عبدالله العليان أن الإدارة تسعى إلى تطوير العمل والأداء داخل المكتب وتطويق الزحام ومنعه وتقليل فترة الانتظار ويحدث ذلك من خلال آلية عمل منظمة يتم فيها إنهاء إجراءات جميع المراجعين والمراجعات بما يضمن راحتهم وخدمتهم في دقائق معدودة. وأضاف العليان أنه تم منح صلاحيات محددة للموظفين داخل المكتب واستقبال المراجعين ممن استكملوا جميع أوراق معاملاتهم لضمان عدم تطويل فترة الانتظار . وأضاف أنه بالنسبة لطلبات الأفراد للعمالة المنزلية فإن المراجع يقدم طلبه ويتم إصدار التأشيرة في نفس اليوم حال استيفاء المسوغات المطلوبة. مؤكدا أنه لا يتم منح المراجع موعدا في يوم آخر لإنهاء طلبه وبالتالي فإنه لا يوجد أي تأخير في إصدار التأشيرات للأفراد من العمالة المنزلية.