في إحدى المرات التي رافقت فيها والدي - رحمه الله- لأمريكا بولاية واشنطن دي سي لعملية قسطرة لشرايين القلب، كان هناك موقف لن أنساه طوال حياتي، حيث قبل إجراء العملية قامت إحدى الممرضات بلمس جسد والدي وهو ممدد على السرير بالخطأ بغرفة العمليات وشعر الوالد حينها مباشرة أن يديها باردة على جسده مما جعله ينتفض قليلا فصاح، فلاحظ البرفيسور الذي سيجري العملية ما جرى، فسأل الوالد بكل حنان ورقة وأدب: هل تسمح لي أن اتخذ قرارا، وقال بصوت عال للوالد إننا لجد آسفون (وي أر فيري سوري) وأمر فورا بخروج الممرضة من غرفة العمليات، وأصدر تقريرا بأنها أزعجت مريضا في وقت هام قد يؤثر سلبا على نفسيته ونسبة نجاح العملية. وقبل عدة أيام أجرى أحد أصدقائي عملية بأفضل وأرقى وأفخم مستشفيات جدة والتي يمتلكها رجل أعمال كبير معروف وتحت يد أمهر الدكاترة والأطباء السعوديين في تخصص الجراحة والمناظير، حيث تم تركيب جهاز تحزيم المعدة منذ سنتين نظرا لرغبته في تنظيم عملية الأكل ولكن الصديق المسكين حصلت له مضاعفات سلبية بعد العملية فطلب إزاحة هذا الحزام عن معدته وبالفعل تم إجراء عملية أخرى له لفك هذا الحزام، ولكن للأسف بعد العملية بشهر تقريبا دخل الصديق في ألم أشد مما كان يعانيه من ذاك الحزام، حيث لاحظ أن هناك شيئا غريبا يؤرق حياته ويؤلمه في موقع العملية، وعند مراجعته لأكثر من سنة كاملة لم يعطه الجراح أي قرار سوى أن العملية ناجحة ولله الحمد وأن الحزام قد أزيح من معدته. وبعد مراجعته مستشفى آخر، تم اكتشاف بقايا جهاز حديدي قد نسي بطريق الخطأ في معدته! أين الخلل؟ هل يكمن في الطبيب أم في نظام وزارة الصحة في التساهل في محاسبة تلك الأخطاء؟ لقد أصبحنا نسمع ونقرأ عن الأخطاء الطبية التي أصبح فيها هؤلاء الأطباء مخضرمين ويا ليتهم يدخلونهم موسوعة جينيس لحصولهم على عدد أكبر لما يقترفونه من أخطاء بالمجتمع من خلال جسد المواطن السعودي الغلبان والتي تحصل هنا وهناك حتى أصبحت حياة المرضى لا شيء ووصلت حتى الاستهتار بحياة المواطنين والبشر. * طالب دكتوره ادارة الأعمال التنفيذية جامعة ويسترن سيدني بأستراليا