في الحديث النبوي أن النبي كان (إذا أمر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه.. إذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا تنقضوا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك. فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا). مسلم. والمعنى أن المسلم مهما بلغ علمه يجب أن لا يزعم أنه يتحدث باسم الله ورسوله ويمثل الإسلام الصحيح، إنما يجب أن يصرح بأن هذا هو رأيه الخاص وأنه يمثل نفسه فقط، لأنه قد لا يمثل الإسلام على الوجه الكامل وعندها ينسب ذلك النقص لذمة الله، وبالمثل بالنسبة للرأي في الحكم الديني فيجب أن لا يدعي أن رأيه الذي اختاره ورجحه هو حكم الله، لأنه قد لا يكون صحيحا وعندها ينسب الخطأ للدين. قال الإمام مالك: «لم يكن من أمر من مضى من سلفنا.. الذين يعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال، وهذا حرام. ولكن يقول: أنا أكره كذا، وأحب كذا، وأما حلال وحرام فهذا هو الافتراء على الله. أما سمعت قول الله: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون). والفارق ليس لفظيا إنما عملي بأن لا يتصرف بشكل إقصائي مستبد زاعم أن رأيه هو الممثل الصحيح للدين وما عداه باطل، ومن يخالفه يعتبره تجرأ على الله تعالى وألحد في الدين. [email protected]