وبعد : عاصرت رياضيين .. وعايشت بعضا منهم .. رأيت فيهم الكثير.. وسمعت عنهم الأكثر .. خيام منصوبة .. ومتسامرون يمزمزون ما تبقى من لحم .. وبين كل حكاية وأخرى يحلون ب «خلي روحك رياضية» ..! تحت تلك القبة نصبوا لواءهم .. كان الحديث عن ميثاق الشرف .. فانتهى بتمزيق الوثيقة ..! وتحت تلك القبة فتحوا للعقل بابا .. فتقاطروا باتجاه الجنون ..! وهناك كانوا على الموعد .. حيث الأهداف تلو الأهداف .. وأين؟ في مرمى التعصب ..! كنت أظن الروح الرياضية أن تكون روحك رياضية حقا .. فإذا بها شعارا .. كنت أظنها أفعالا .. فإذا بها أقوالا .. كنت وكنت .. وكان يا ما كان ..! لن أتحدث عن هذا .. ولن أعقب على ذاك .. ولن أستثني ذلك .. ولا أولئك .. فالقائمة تطول وتطول .. والشر .. وكما يقال يعم ..! لكن ما يستثيرني حقا، ذاك الكم الهائل من الملاسنات .. وتلك الكميات المتخمة بالإسقاطات .. وبين ذاك وتلك شيء من «خلي روحك رياضية» ..! يتحدثون عن أندية، وكأنما يتحدثون عن وطن .. ينزعون المثالية عن هذا .. ليلبسوها ذاك .. ينزلون الأشياء في غير منازلها .. يهرفون بما لا يعرفون .. وكأني بصلاح شاهين يولول عجبا : فيه ناس تقول الهزل يطلع جد وناس تقول الجد يطلع عبث ..! و «خلي روحك رياضية» ..!.