استمع مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدها البارحة، إلى تقرير قدمه الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سورية عن الأسباب التي أدت إلى تعليق أعمال البعثة، فيما عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق إزاء ارتفاع حصيلة القتلى، وتعرض محافظة حمص لقصف جوي عنيف. وقال الجنرال مود في تقريره إن الأوضاع في سورية متدهورة والعنف يتصاعد ما يجعل الوضع خطيرا جدا على المراقبين الدوليين بشكل يمنعهم من العمل. بينما أشار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أوسكار فرنانديز تارانكو أمام مجلس الأمن، إلى إن مون يريد من المجلس أن يتحد لممارسة ضغط متواصل على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وأضاف أن «الأمين العام لا يزال قلقا جدا إزاء تكثف أعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى وكذلك استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وعدم تلبية الاحتياجات الإنسانية». وتابع إن «الوضع في حمص مثير بشكل خاص للقلق». وأضاف إن «الأمين العام شدد تكرارا على أن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الأولى لتغيير المسار ولتطبيق خطة أنان بالكامل، وهناك حاجة ملحة لجهد موحد فعليا من قبل المجلس لممارسة ضغط موحد ومتواصل من أجل المطالبة بالالتزام الكامل بالخطة الواقعة في ست نقاط، وإلا فإننا قد نصل إلى اليوم الذي سيفوت فيه الأوان على وقف خروج الأزمة عن السيطرة». ميدانيا، تواصلت أعمال القصف والاشتباكات أمس في مدينة حمص بشكل خاص، في وقت سقط 37 قتيلا في أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن «استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص». وترافق القصف مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص. وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص «لقصف بالطائرات الحوامة من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام». وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سفينة شحن روسية يعتقد أنها تنقل مروحيات قتالية إلى سوريا، قد عادت أدراجها بعد وصولها إلى المياه البريطانية، مرجحا أنها في طريق عودتها إلى روسيا. وكانت السفينة (إم في الايد) التي تملكها بحسب صحيفة (دايلي تلغراف) شركة فيمكو الروسية والتي انطلقت من مرفأ كاليننغراد الروسي في البلطيق، توقفت قبالة سواحل اسكتلندا بعد أن أبلغتها شركة (ستاندرد كلوب) البريطانية للتأمين بأنها ألغت بوليصة تأمينها بسبب مزاعم بأنها تحمل أسلحة مرسلة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال هيغ أمام البرلمان «أنا مسرور لأن السفينة التي قيل إنها تحمل أسلحة إلى سوريا، عادت إلى روسيا على ما يبدو».